Syria News

مدينة بصرى الشام دون مخطط تنظيمي منذ اكثر من ربع قرن ومجلس المدينة يعجز عن دفع مستحقات دعاوى اجر المثل
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
teshreen.com: 29/09/2002
دمشق
صحيفة تشرين
محليات
الاحد 29 ايلول 2002
حسين قاسم


يبدو اننا في كل مرة نكتب فيها عن مدينة بصرى الشام التي تفاقمت معاناتها بشكل كبير جراء عدم وجود مخطط تنظيمي نافذ منذ اكثر من ربع قرن بقصد اعادة هذه المعاناة الى اذهان المسؤولين على مختلف مسؤولياتهم نعيد الى هذه المدينة الاهتمام اللازم بها ولكن الى فترة محدودة تنتهي مع انتهاء المراسلات الناتجة عن هذه الكتابة، وتعود هذه المدينة الى السبات العميق الذي لا ينتهي الا بالكتابة مرة اخرى وهكذا دواليك واهالي مدينة بصرى الشام ناشدوا مراراً وتكراراً عبر وسائل الاعلام او بالوفود التي جالت كل الوزارات المسؤولين لحل مسألة تشابكات التوزيع الاجباري، وباستثناء اهتمامات السيد المحافظ بهذه المدينة سياحيا فقط وليس اثرياً او تنظيمياً فان الاهتمام بهذه المدينة شبه معدوم. ومجلس مدينة بصرى الشام لا حول له ولا قوة بل تقع على عاتقه اعباء كبيرة يعجز عن تنفيذها، فالمجلس لا موارد له الا الاعانات التي تكاد لا تكفي لشيء. ‏
‏ اجر المثل ‏

وتعتبر مسألة اجر المثل الناتجة عن الدعاوى القضائية التي اقامها المواطنون في المدينة تعويضاً عن ارضهم التي تم وضع اليد عليها نتيجة لمرسوم التوزيع الاجباري من اكبر الهموم التي يجب على مجلس المدينة معالجتها خاصة اذا علمنا ان المبالغ الواجب تسديدها بموجب احكام قضائية مبرمة الى المواطنين تزيد على واحد وعشرين مليون ليرة سورية، وسوف يتضاعف هذا الرقم اذا استمر الحال على ما هو عليه لا سيما ان المساعدات المادية التي يحصل عليها مجلس المدينة لا تكفي لسداد بعض الديون والجميع يطالب بتعويضات مالية وينتظر الفرج ومجلس المدينة يقدم الوعود بالتسديد بناء على وعود بالمساعدة، وكان بامكان الدولة تجنيب مجلس المدينة هذه الاعباء لو ان اللجان التي تم تشكيلها لانجاز المخطط التنظيمي وفق مرسوم التوزيع الاجباري عملت بشكل جاد وانهت اعمالها في اوقاتها المحددة ويبدو أن اللجنة الاخيرة التي كلفت بمهام توزيع المقاسم والتي اكتشفت اخطاء في اعمال اللجان السابقة لن تستطيع انجاز عملها خلال المدى المنظور، ونود الاشارة هنا الى ان المخطط التنظيمي الجديد للمدينة والذي لم ينفذ حتى الآن اصبح بحاجة الى توسع جديد ولا نعلم اذا كان المسؤولون عن المخططات التنظيمية يرغبون بعدم توسع المدينة بالرغم من مرور ربع قرن على آخر مخطط تضاعف خلالها عدد السكان عدة مرات واشتدت الحاجة فيها لبناء مساكن جديدة لاخلاء المنطقة الاثرية ومواجهة زيادة عدد السكان. ‏

واذا كان من البديهي القول ان يحصل صاحب كل حق على حقه وخاصة في مجال دعاوى اجور المثل فانه من البديهي القول ايضا ان على مجلس مدينة بصرى والجهات الوصائية الاخرى تأمين حقوق الناس والسعي الحثيث لتجنيب مجلس المدينة مواجهة اقامة المزيد من الدعاوى بانجاز المخطط التنظيمي والانتهاء من مسلسل اللجان والاخطاء ووضع الامور في نصابها ويعلم الاداريون القانونيون ان باستطاعة اصحاب الارض التي تم وضع اليد عليها رفع دعاوى جديدة في حال مرور الزمن القانوني بعد انقضاء فترة الحكم الاول. ‏

وكان بامكان مجلس المدينة دفع الاموال التي دفعها والتي سيدفعها مستقبلا جراء احكام اجر المثل في تطوير وانجاز المشاريع الخدمية والاستثمارية.

ولعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان مجلس مدينة بصرى الذي يعتبر الاعانات والقروض المالية مصدراً اساسياً لامواله يعيش الان هاجس دعاوى الاجر بالمثل التي كثرت الى حد كبير بات المجلس عاجزاً عن دفعها لوحده دون مساعدة محافظة درعا ووزارة الادارة المحلية. والمواطنون يذهبون يوميا ويقضون ساعات طوال بين ردهات مبنى البلدية بانتظار حصولهم على الاموال التي خصصت لهم بموجب احكام قضائية كما قلنا علماً بان مجلس المدينة وضع يده على مساحات كبيرة لشق الطرقات وبناء المدارس وبعض المرافق الخدمية بناء على المرسوم رقم 1095 تاريخ 8/4/1985 الذي منح الاذن لمجلس بلدة بصرى الشام باجراء عملية التوزيع الاجباري وهذا معناه ان مجلس البلدة يستطيع وضع اليد على الاراضي بعد ان تمت ازالة الملكية عن الارض الا ان عدم الجدية في تنفيذ تعليمات مرسوم التوزيع الاجباري ادى الى عدم تمكن مجلس المدينة من وضع اليد على الارض بشكل قانوني، وساعد على ذلك عدم انجاز بنود هذا المرسوم خلال عشرين عاماً، وتزداد صعوبة التنفيذ مع مرور الزمن وزيادة الانتشار العمراني. ‏

مراحل المخطط ‏

وحتى لا يظن احد اننا نبالغ فسوف نعيد الى الاذهان ونكرر ما قلناه سابقاً حول المخطط المأساة لمدينة بصرى الشام حيث ما تزال هذه المدينة دون مخطط تنظيمي منذ العام 1978 حين توقف العمل بالمخطط التنظيمي القديم، ومنذ ذلك الحين والامور التنظيمية في المدينة تمر عبر دهاليز مظلمة متواصلة لايفصلها سوى بقع النور الناتجة عن تعهد المسؤولين من وقت لآخر بانجاز المخطط، فقبل اكثر من ربع قرن توقف العمل بالمخطط التنظيمي القديم، وبدأت القصة الغريبة عن المخطط التنظيمي الجديد فقد صدر اول مخطط تنظيمي للمدينة عام 1962 وعمل به حتى عام 1974 حيث توقف العمل بهذا المخطط لعدم صلاحيته وانسجامه مع الحاجة الماسة للتوسع في البناء، وبعد اخذ ورد صدر المخطط التنظيمي الجديد في عام 1978 وتم اعلانه على الاهالي وتصديقه في عام 1982 وبتاريخ 8/4/1985 صدر المرسوم رقم 1095 الذي منح الاذن لمجلس بلدة بصرى الشام باجراء عملية التوزيع الاجباري وشكلت لجنة لاجراء التخمين البدائي. للعقارات الداخلة في هذا التوزيع وقد لاحظت هذه اللجنة وجود عدد كبير من المنازل قائم على ارض غير نظامية وقسم منها مبني على اراض مخصصة للمرافق العامة وفي تقاطع الشوارع الرئيسية وتم تشكيل عدد من اللجان لمعالجة هذا الامر واتخذت هذه اللجان قراراً برفع مقاسم البناء في ضوء الامر الواقع باستثناء المنازل الواقعة على مسارات الطرق، ومما ساعد على انتشار الابنية المخالفة توقف منح رخص البناء النظامية منذ عام 1978 وحتى هذا التاريخ، واضطر السكان امام هذا الواقع لبناء منازل لهم لعدم امكانية بقاء المواطنين في منازلهم القديمة وخاصة الشباب المغتربين والشباب الذين اضطرتهم ظروفهم الى ترك منازل اهاليهم نتيجة الزواج وتكوين الاسرة المستقلة وقيام دائرة الاثار باستملاك بعض المنازل واخلائها من اصحابها وكان الملاذ هو الارض الخاضعة للتوزيع الاجباري التي تحيط بالمدينة القديمة من كافة الجهات والامر الغريب ايضا ان المخطط المقترح الذي لم يعمل به حتى الآن اصبح بحاجة الى توسيع ومعروف ايضاً ان فترة تزيد على ربع قرن كافية لتغيير التركيبة السكانية في اي تجمع سكاني. ‏

وبعد ‏

ان ما دعانا الى اعادة التذكير بالمخطط التنظيمي لمدينة بصرى الشام اضافة الى ماسبق هو كثرة الخلافات بين اهل المدينة نتيجة لعدم توزيع المقاسم لبناء المساكن عليها وقد امتدت هذه الخلافات لتشمل الاخوة فيما بينهم والجيران والمطلوب الآن هو التحقيق مع كل من اخطأ في توزيع المقاسم او ادى اهماله الى تأخير تطبيق المخطط والاسراع بتلافي الاخطاء وازالة التجاوزات عن الشوارع وانجاز المخطط بشكل نظامي.

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2003/01/06