Syria News

كارثة حقيقية حلّت بمزارعي البندورة بمحافظة درعا
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
albaath.com: 02/09/2002
تحقيق : وليد الزعبي‏

الخسائر كبيرة جداً نتيجة غزارة الإنتاج وتدني الأسعار إلى حدود لا تغطي تكلفة النقل فقط !!‏

كثيرون قلعوا البندورة من جذورها أو جعلوا الماشية ترعى بها‏

التكاليف معظمها ديون من المصارف والتجار وسدادها على الموسم ... لكن أين هو الموسم؟‏

الاجراءات المتخذة إلى الآن قاصرة ولابد من تدخل الجهات المعنية‏

البندورة من المنتجات الزراعية الأساسية والهامة في محافظة درعا حيث تتم زراعتها بجودة ونجاح عاليين نتيجة الخبرة المتراكمة لدى الفلاح على مدار سنين طويلة واستخدام البذار المحسن والسماد الذواب وطرق الري الحديثة وقد فاق الانتاج في المساحات نفسها ما كان سابقاً بكميات كبيرة وغير متوقعة ... والأهم انه يعتمد على مردود هذه الزراعة استمرار عيش شريحة كبيرة من الفلاحين، وهذا العام كانت المشكلة كبيرة جداً وكادت تصعق الفلاح حيث ضاق ذرعاً بتصريف وتسويق انتاجه الغزير الذي لم يكن ذنبه فيه سوى انه كدّ واجتهد واستخدم طرق الري الحديثة والبذار المحسن، فلا الأسواق المحلية تمكنت من استيعابه ولا شركات الكونسروة أُهلت لاحتوائه فهبطت الأسعار الى ما دون تكلفة النقل والعبوات وكانت الخسائر فادحة ستعيد هذا الفلاح الى الوراء عشرات السنين... حول هذا الواقع المرير وغير المقبول للمزارعين كان «للبعث» هذه الجولة الميدانية لنقل معاناة الفلاحين الشديدة... ولتلتقي الجهات ذات العلاقة لبيان الاجراءات المتخذة وما ينبغي اتخاذه مستقبلاً لانصاف الفلاح وضمان عيشه واستمراره في العطاء الذي لا حدود له...‏

- الفلاحون يستغيثون‏

وقفتنا الاولى مع الفلاحين لم تبعث على التفاؤل، فالجميع بدا متشائماً ويائساً ولا حول له ولا مخرج من الكارثة التي حلت بموسم هذا العام... فكيف سيعيش في الشتاء القادم وكيف سيسدد ديونه الكبيرة وكيف وكيف؟؟ اسئلة كثيرة كانت تتلفظها أفواه الجميع واليكم بعض اللقاءات التي أجريناها مع المزارعين:‏

فلاح من طفس ذكر ان تكاليف موسم البندورة لهذا العام أغلبها بالدين وهي كبيرة جراء تطبيق طرق الري الحديثة ومتفق على تسديدها عند بيع الانتاج، سواء منها ما يتعلق بأجور الحراث والارض والمياه أو بأثمان شبكات الري بالتنقيط أو البذار والأسمدة ومواد المكافحة، وأشار الى أنه زرع نحو/15/دونماً والديون عليه فاقت الخمسين ألفاً وبدا حائراً لا يعرف كيف يسددها خاصة وان التاجر صاحب الادوية والاسمدة والبذار والانابيب البلاستيكية والارض والمياه لن يصبر عليهم كثيراً فالشرط منذ البداية عند الاستدانة هو السداد حين جني انتاج الموسم، وذكر فلاح آخر انه زرع خمسين دونماً كلفتها نحو/700/ألف ل.س لكنه لم يبع منها سوى بـ/70/ألف ل.س والخسارة بهذا لا تحتمل خاصة وان معظم المبلغ دين .‏

فلاح من داعل لم يخف ألمه الشديد وفاض الدمع من عينيه وأشار الى انه لا يعرف كيف سيعيش واسرته الكبيرة المكونة من /12/فرداً ومنهم من هو في خدمة العلم والجامعة والمعاهد والمدارس بعد فقدان ثمن موسمه الذي انتظره طويلاً، وفلاح آخر أشار الى انه بعد جنيه لقسم من محصوله أُخبر ان ثمنها لا يغطي تكلفة نقلها وعبواتها فتركها في الارض تتعفن بل وبدأ يهرسها بالجرار لشدة انفعاله وحنقه مما حل به.‏

فلاحون من انخل وجاسم أشاروا الى ان المعاناة كبيرة نتيجة الواقع السيىء لتسويق البندورة، وبينوا انهم ضمنوا مشروعات البندورة لرعي الماشية بعد ان حاولوا تسويق كميات الى شركة الكونسروة بالمزيريب وأخذتها بسعر أقل من كلفة النقل والانتظار لأيام حتى استلام المادة أو اعادتها مع أصحابها.‏

فلاحون من سحم ذكروا ان الكونسروة هذا الموسم تأخرت كثيراً حتى بدأت باستلام البندورة كما انها لاتعمل الآن وفي عز الموسم إلا لوارديتين فقط بطاقة محدودة لا تتلاءم وانتاج المحافظة الكبير... واثناء تجوالنا في منطقة الشيخ سعد شاهدنا فلاحاً واسرته يقلعون البندورة عن بكرة ابيها من شرشها حتى ثمارها فتوقفنا عنده وسألناه عن سبب فعلهم هذا فذكر ان الأسعار تدنت الى حدود غير معقولة ورأينا قلعها في محاولة لعدم ابقاء الارض معطلة واستثمارها في زراعات اخرى .. حتى أننا شاهدنا الابقار وهي تلتهم البندورة كما شاهدنا الارض وهي مغطاة بالبندورة التي تناثرت أثناء قلع أمهاتها.‏

- خسارة محققة‏

ذهبنا الى سوق الهال لنرى الحمولات الكبيرة المتراكمة هناك ولا أحد يكترث بها ولنرى أصحابها يلفون وجوههم بأيديهم حيرة واندهاشاً بهذا الوضع المرّ وحديثهم لم يبتعد عما سبق ذكره، فتحدثنا الى السيد وسيم الحايك الذي يعمل محاسباً في احد المحال هناك، وذكر انه ترد للسوق يومياً كميات كبيرة من البندورة وهي رغم ذلك لا تشكل نسبة 20% من الانتاج اليومي حيث ان الفلاح لا يسوق كامل انتاجه حيث ان الاسعار متدنية ولا تغطي أجور النقل وثمن العبوات، فمثلاً مجموعة عبوات فلينية سعة 15 كغ تقريباً تباع دون وزن (دوغما) بسعر 20 ل.س ولو طرحنا منها 13 ل.س ثمن العبوة وليرة كمسيون ومثلها عتالة وليرتان أجور قطاف و7 ل.س أجور نقل بمجموع اجمالي 24 ل.س نجد ان الفلاح يخسر 4 ل.س في كل عبوة هذا ما عدا تكاليف الانتاج الاساسية... وأضاف ان تجار السوق تضرروا أيضاً لانهم يأخذون نسبة 5% كمسيون وكلما انخفض السعر انخفضت قيمة النسبة بحيث ان بعض التجار لم يعد قادراً على تغطية تكاليف محله وعماله، وأشار الى ان الوضع ليس بأحسن حال في المعامل سواء العائدة للقطاع العام أو الخاص فالسعر متدنٍ والاستيعاب محدود ولا مجال لتصريف المادة إلا في الداخل...‏

- مشكلة الموسم كبيرة هذا العام‏

ولدى وقفتنا في اتحاد الفلاحين بدرعا التقينا رئيسه السيد محمد نور الدين الناصر الذي بيّن لنا ان مشكلة الموسم لهذا العام كبيرة والخسائر أكبر ولا يمكن تقديرها على الفلاح والتي ستنعكس سلباً على حياتهم وأسرهم لسنوات طويلة، خاصة وانهم ليس كما في السابق حيث كانت التكاليف بسيطة، بل اتبعوا الطرق الزراعية والري الحديثة المكلفة جداً وكلها نفذت بموجب ديون من المصارف أو من القطاع الخاص وذلك تجاوباً مع مسيرة التطوير والتحديث الذي ترافق مع التزام تام بالخطة الزراعية.‏

- أسعار لا تصدق !‏

وأضاف رئيس الاتحاد ان الاسعار تدنت الى حدود لا تصدق فتكلفة الكيلو غرام الواحد من البندورة بالطرق الحديثة يكلف /285/قرشاً سورياً في حين انها تباع بأقل من ليرة سورية وبالتحديد لمعمل الكونسروة بـ/85/ قرشاً وذكر ان في حساب دقيق من الاتحاد تبين ان شركة كونسروة درعا تستلم مادة البندورة بسعر ليرة واحدة وبعد حسم 15% للنوع والمواصفات ينخفض السعر الى/85/قرشاً وهذا السعر لا يتساوى وتكلفة نقل المادة دون تكاليف الانتاج، والدراسة التي أجراها الاتحاد بينت أيضاً ان جراراً يحمل /150/صندوق بندورة تدفع له أجور نقل 1500 ل.س اي 10 ل.س لكل صندوق وبما ان الحمولة لا تُستلم مباشرة فإن الجرار يتأخر في أرض المعمل ثلاث ليالٍ وأجرة التأخير عن كل ليلة/500/ل.س بمجموع 1500 ل.س وهكذا تبلغ أجور النقل مع التأخير 3000 ل.س، وبالمقابل فإن وزن البندورة المحملة على الجرار 150 صندوق ـ 22 كغ تساوي 3300 كغ يبلغ سعرها الاجمالي 2805 وبالطرح نجد ان الفلاح يخسر 195 ل.س ...‏

والفلاحون الذين لا قدرة لديهم على تعبئة البندورة بصناديق يبيعون الكمية من 22-25 كغ بسعر 3-10 ل.س ... وما سبق يدل على العبء الكبير الذي لم يعد يحتمله الفلاح جراء هذه الاسعار المرعبة والتي لم تغط أجور النقل فقط فما بالك اذا أضيفت تكاليف الانتاج من أجور الاراضي والمياه والمكافحة والاسمدة والجهد المبذول من قبل الفلاح وأسرته من الرضيع الى الكهل الذين (يعذبون )طيلة فترة الموسم جميعاً للسهر على موسمهم الذي يعد مصدر عيشهم الوحيد.‏

- مقترحات‏

وأشار رئيس الاتحاد انه يفترض ألا يقل سعر المبيع عن سعر التكلفة مع هامش ربح بسيط يعوض الجهد الممزوج بالعرق والدم للحفاظ على هذه الثروات الزراعية وعدم تهجير الفلاح من الريف الى المدينة والى الاقطار المجاورة للحصول على الرزق، كما ينبغي تحديث وتطوير خطوط معامل الكونسروة في القطاع العام وخاصة معمل المزيريب لتستطيع استيعاب جزء من الكميات الفائضة عن حاجة الاسواق وكذلك العمل على ايجاد أسواق خارجية للتصدير اليها خاصة وان منتجنا من هذه المادة ذو مواصفات عالية الجودة ومرغوب جداً.‏

- اجتماع غير مجد‏

ولاحتدام المشكلة وانعكاساتها وفي محاولة لاحتوائها عقد اجتماع بتاريخ 3/7 في نهاية تموز الماضي في اتحاد الفلاحين بدرعا بحضور اعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد العام والمدير العام لمؤسسة الصناعات الغذائية ومدراء شركات الكونسروة في المزيريب -دمشق-جبلة- الميادين- الحسكة- ورئيس اتحاد فلاحي درعا وأعضاء المكتب التنفيذي فيه ومكاتب الروابط الفلاحية وتم في الاجتماع استعراض المساحات المزروعة بمحصول البندورة والانتاج المتوقع في المحافظة والبالغ/256/ ألف طن والديون المترتبة على شركة الكونسروة بالمزيريب والبالغة 2.200.000 ل.س للاتحاد وقيمة بندورة للأخوة الفلاحين مبلغاً قدره/800/ألف ل.س كما طرحت ضرورة وضع أسس لتسويق مادة البندورة العصيرية وذلك بناء على حاجة المعامل بالقطر وأسلوب توريدها الى شركات الكونسروة وقد تم الاتفاق على توريد 50 طناً لكل معمل من معامل جبلة -دمشق- الميادين- الحسكة وتحت اشراف وتوجيه اتحاد الفلاحين بدرعا بحيث يتم تأمين وسائط النقل عن طريق مكتب الدور وبالتسعيرة الرسمية وبحيث يتم دفع قيمة الانتاج المسوق نقداً وحسب الاسعار الرائجة في الاسواق المحلية وتتحمل شركات الكونسروة أجور النقل وتعهد مدير عام مؤسسةالصناعات الغذائية بتمويل الديون المذكورة حتى غاية 3/8/2002 وان يتم تشكيل لجنة استلام وتنظيم الدور في معمل المزيريب يمثل فيها المنظمة والحزب والجهات المعنية الاخرى وان يقوم اتحاد فلاحي درعا باعلام المعامل قبل 24 ساعة من عملية الشحن الى المعامل...‏

وهكذا نجد ان الاجتماع حاول اشراك معامل الكونسروة باستيعاب جزء فقط من الكميات الفائضة تقدر بـ 250 طناً يومياً علماً ان الانتاج اليومي يزيد عن/800/ طن كما لم يطرح ضرورة اعطاء السعر الملائم للفلاح الذي يعوض التكاليف كاملة مع هامش ربح بسيط ... وهكذا فإن الاجتماع لم يحل المشكلة..!؟‏

- هدر للمياه وتعطيل للاراضي‏

أما السيد ابراهيم مصطفى الحلقي نائب رئيس الاتحاد فأشار الى المعاناة الشديدة لفلاحنا النشيط الذي تجاوب مع استخدام طرق الري الحديثة والتزم بالخطة الانتاجية التي قدرت بـ/2800/ هكتار للبندورة هذا العام فزاد انتاجه الى حدود قدرت بـ/256/ألف طن لكن ذلك انعكس عليه سلباً خاصة في ظل الاسعار المتدنية في المجالين الاستهلاكي والتصنيعي وضعف التصدير حيث تقدر الخسارة بأكثر من خمسة آلاف ل.س بالدونم الواحد، وقال: نحن نطالب بأن تدرس الكلفة ويعطى هامش ربح للفلاح على الهدر الذي حصل سواء باستخدام المياه التخزينية والجوفية أو تعطيل الاراضي أو الجهد المبذول وأشار الى الاجتماع الذي تم في مقر اتحاد فلاحي درعا والذي اتفق فيه على استلام معامل القطاع العام لكمية /56/ألف طن بندورة وبالسعر الدارج في درعا ... وبين انه قبل أسبوعين كان سعر كيلو البندورة في القطاع الخاص 2.5 ل.س وباتصالات الكونسروة مع القائمين عليه خفض السعر الى 1.5 ل.س ثم الى 1.35 وهو السعر الذي كان أثناء الاجتماع لنفاجأ في اليوم التالي ان كونسروة درعا خفضت السعر الى ليرة واحدة وهو سعر لا يغطي حسم 15% لاجور النقل والمبيت للجرارات، وجرى الاتصال مجدداً مع مدير عام مؤسسة الصناعات الغذائية وقال ان هذا السعر غير مقبول كما تم الاتصال بقيادة فرع الحزب وجرى اجتماع في مقره وشكلت لجنة لتقدير السعر بالكونسروة تجتمع ليومين اسبوعياً، لكن كل هذه الامور غير اسعافية ولهذا فنحن نؤكد على تطوير القطاع العام ونطالب بتحديد السعر عبر اجراء توازن ما بين سعر المادة الاولية والمادة المصنعة.‏

- خطوط الكونسروة متهالكة‏

اتجهنا الى شركة الكونسروة بالمزيريب وعند الاقتراب منها شاهدنا الجرارات بكثافة تصطف أمامها والروائح (الحموضة)تنبعث من المنطقة بشدة نتيجة بقاء تلك الجرارات لأيام وتخرب البندورة وحتى نضوب مائها ليصبح وزنها وانتاج رب البندورة منها أقل، وعند دخول المعمل كان أيضاً العديد من الجرارات تنتظر ساعة الفرج بحلول دورها وأصحابها ينامون تحتها لتلافي حرارة الشمس اللاهبة...‏

وبلقاء المهندس عماد الفروان معاون مدير الشركة -المدير الفني للانتاج ذكر ان الشركة تعمل بوارديتين بطاقة تعادل 120 طناً يومياً يتم استلامها من الفلاحين باشراف مندوب من اتحاد الفلاحين وبموجب الدور، لكن الكميات التي تصل أضعاف الطاقة الانتاجية حيث يصل نحو أكثر من/200/ طن يومياً مما يؤدي الى حدوث أزمة وانتظار الفلاحين لأكثر من يوم، وحول خطوط الانتاج ذكر انها قديمة الاول منذ عام 1972 بطاقة اسمية 104 أطنان /24 ساعة وبطاقة فعلية 60 طناً /24 سا والثاني منذ عام 1984 بطاقة اسمية 200 طن وفعلية 120 طناً وهما بحاجة الى صيانة مستمرة مما يعطل العمل أحياناً ... وعن سبب عدم العمل لواردية ثالثة أشار في فترتها تتم أعمال صيانة لتدارك أعطال الوارديتين في اليوم التالي، كما هناك قلة في العمال واليد الخبيرة بالتصنيع على مدار ثلاث وارديات..‏

- تخفيض الأسعار‏

وعن أسباب انخفاض السعر في الشركة ذكر الفروان أنه يتم الآن استلام الكيلوغرام الواحد بليرة سورية واحدة وبعد الحسم بنسبة من 9 - 12 % لعدم ورود البندورة وفق المواصفة القياسية وبعضها غير عصيري يكون السعر وسطياً نحو / 90 / قرشاً سورياً.. علماً أنه في بداية الموسم كان السعر 1.5 ل س لكن نتيجة الكميات الكبيرة خفض السعر وذلك لانخفاضه في السوق، كما علمنا أن معامل القطاع الخاص تأخذه بأسعار أقل فمثلاً معمل السعدي يأخذ البندورة بسعر ما بين 60 - 70 ق . س وبمواصفات أفضل وفق قول الفلاحين.‏

/ 9 / آلاف طن الاحتياجات المحلية‏

وعن ضرورة زيادة الخطوط الانتاجية أو فتح شركات كونسروة جديدة لاحتواء كميات البندورة بين أن سورية تستوعب سنوياً وفق الاحصاءات /9/ آلاف طن رب بندورة للاستهلاك المحلي ، وشركات القطاع العام تنتج هذه الكمية سنوياً ما عدا انتاج القطاع الخاص الذي يعد زيادة على حاجة السوق ، حيث يوجد نحو / 45 / معملاً خاصاً تقريباً وهي تنتج ما يعادل تقريباً انتاج القطاع العام ويزيد الانتاج حسب ضعف سعر المادة الاولية /البندورة/.‏



- كلف عالية وتسويق ضعيف‏

وحول التسويق لمنتجات شركة الكونسروة السورية بالمزيريب مثل رب البندورة والبازلاء والمربيات والكونسروة المتنوعة ذكر الفروان انه ضعيف جداً حيث أن كلفة الانتاج عالية التي من أهم أسبابها:‏

- ان الطاقة الانتاجية قليلة مقارنة مع الاهتلاكات وعدد العمال والنفقات العامة.‏

- كل مادة مساعدة كمستلزمات الانتاج مثل العلب الفارغة وغيرها من المواد المضافة تدخل المعمل بأعلى من سعرها الحقيقي نتيجة رسوم الطابع والضريبة المالية وقلة السيولة أحياناً وعدم توفرها حيث يبقى للتجار موردي تلك المواد مبالغ دون سداد لأكثر من سنة.‏

وبالتالي تكون أسعار منتجات الكونسروة أعلى منها في السوق نتيجة الكلفة العالية وبالتالي عدم قدرتها على منافسة القطاع الخاص مع الإشارة إلى غالبية الإنتاج الذي يسوق يذهب إلى القطاع العام وحتى يؤخذ بأقل من سعر التكلفة‏

- تراكم المخازين وديون...‏

وتبين ان المخازين من رب البندورة /350/ طناً معلبة و/850/ طن دوغما لها في المستودعات منذ العام الماضي وتم إنتاج /300/ طن دوغما لغاية 31/7 من العام الجاري كما ان هناك /110/ أطنان بازلاء و/90/ طن مشمش و/60/ طن فاصولياء من إنتاج هذا العام.‏

ومن جانب آخر تبين ان على الشركة ديوناً لاتحاد الفلاحين من العام الماضي بقيمة 3ر2 مليون ل.س وللفلاحين/800/ ألف ل.س في حين ان لشركة الخضار /17/ مليون ولشركة الزجاج من (4-5) ملايين وكونسروة المزيريب عاجزة عن سدادها علماً أن ديون شركة الخضار متراكمة منذ ما قبل عام 1998 .. وبالمقابل للشركة ديون على تجار القطاع الخاص ما يقارب / 40 / مليوناً منذ ما قبل عام 1998 حيث كانت تبيع بالآجل، وكثيراً ممن عليهم ديون من التجار غير معروفة عناوينهم أو أرقام هواتفهم وما زالت هذه القضية مستعصية على الحل.. وهذا ما دفع الى وقف البيع بالآجل والى حدوث تراكمات وحول وقت تسديد الشركة لديون الفلاحين عليها ذكر الفروان أن المؤسسة العامة للصناعات الغذائية حولت مؤخراً مبلغاً بقيمة / 10 / ملايين ل س لتأمين مستلزمات الانتاج والاستمرار بعمل الشركة وسيتم قريباً تسديد الـ/ 800 / الف ل س للفلاح ثمناً للبندورة التي سوقوها العام الماضي أما عن امكانية دفع قيمة المادة المستجرة حالياً من الفلاح فإن المبالغ المتوفرة غير كافية لدفعها.‏

- عدم توفر المرونة‏

وعن أسباب عدم القدرة على المنافسة ذكر أن القطاع الخاص يبيع المادة للتاجر بمبالغ آجلة بينما شركة الكونسرة غير قادرة على ذلك لأن الدفع يجب أن يكون نقداً، إضافة الى أن التاجر عندما يأتي الينا يتحمل الطابع 12 بالالف والضريبة المالية في حين أنه يتهرب من ذلك في تعامله مع القطاع الخاص.. ولهذا يجب منح ادارة الشركة المرونة الكافية لتسويق انتاجها، ومن جانب آخر ولاستيعاب مادة البندورة يجب أن يتقيد الفلاح بالخطة الزراعية الموضوعة وعلى معامل الكونسروة أخذ كميات أكبر من التي حددت في الاجتماع الذي تم في اتحاد فلاحي درعا والبالغة / 250 / طناً حيث أن الانتاج اليومي يصل الى كمية تتراوح بين 700 - 1000 طن ، كما يجب فتح باب التصدير ودعم الصناعات الزراعية الذي يمكن أن تليه خطوة انشاء معامل كونسروة اضافية من أجل التصدير فقط لأن السوق متخم بمادة رب البندورة.‏

- أسباب زيادة الانتاج‏

لدى الرجوع الى مديرية الزراعة بدرعا ولقاء مديرها المهندس طه قاسم ذكر أن اجمالي المساحات المخطط زراعتها بالبندورة يبلغ / 3124 / هكتاراً منها / 300 / هكتار بندورة أنفاق والمنفذ أو المزروع فعلاً يبلغ / 3031 / هكتاراً أي أنه لا يوجد أي تجاوز على الخطة.. ومن ناحية الانتاج المخطط فيبلغ 129276 طناً والانتاج المتوقع / 165 / ألف طن والانتاج الفعلي / 256 / ألف طن وزيادة الانتاج جاء ليس بسبب الخطة التي لم يتم تجاوزها وانما لعدة أسباب أخرى هي:‏

- استعمال نظم الري الحديثة وخاصة التنقيط الذي قلل الهدر والاعشاب‏

- استخدام اسمدة ذوابة سارية الفعالية بحيث يستفيد منها النبات أكثر.‏

- استعمال أصناف من البندورة المحسنة والهجينة.‏

- الخبرة الممتازة لدى الفلاح في زراعة البندورة العريقة في المحافظة‏

- اضافة الى الظروف المناخية ( ارتفاع درجات الحرارة) والذي أدى الى النضج المبكر للثمار.‏

- محاولة لاحتواء الانتاج‏

وأشارمدير الزراعة أنه نظراً للتوقع الكبير في الانتاج كان تنبه السيد محافظ درعا - رئيس المجلس الزراعي الفرعي لهذه المسألة مبكراً أو تم عقد اجتماع في مكتبه بتاريخ 23 / 6 لمتابعة تنفيذ الخطة الزراعية وتقديرات الانتاج خاصة مادة البندورة ولمناقشة تسويق هذه المادة، وقد حضر الاجتماع كافة الفعاليات الزراعية ووجه السيد المحافظ غرفة زراعة درعا لمراسلة الغرف الزراعية في باقي المحافظات وتوجيه معامل الكونسروة الخاصة في القطر لاستجرار مادة البندورة من درعا كما وجه الغرفة بالعمل لدى الجهات الرسمية لتنشيط تصدير هذه المادة بالتنسيق مع شركة فيمان الشام إضافة الى توجيه معمل كونسروة المزيريب باستجرار كمية / 11500 / طن، وجرى تكليف اتحاد الفلاحين بدرعا التنسيق مع المكتب التنفيذي للاتحاد العام لمراسلة الاتحادات الشقيقة والصديقة عبر أقنية رسمية لحث المستوردين من أجل استجرار مادة البندورة السورية.‏

- المشكلة تتجدد سنوياً‏

تجاه ما تقدم يتبدى أن المشكلة كبيرة جداً وهي متجددة تظهر في كل موسم وجميع الاجراءات المتخذة الى الآن لم تحل أي جزء منها فبقي الفلاح هو المهدور جهده ورأسماله الصغير ومصدر معيشته الأمر الذي يستدعي ايجاد أسواق خارجية للتصدير اليها وتحديث وزيادة خطوط انتاج الكونسروة وخفض كلف الانتاج فيها لتستطيع تسويق منتجاتها بالأسعار المنافسة كما لا بد من استقبال انتاج الفلاح كاملاً بسعر التكلفة على أقل تقدير ليستمر مع أرضه بدعم التنمية الشاملة في بلدنا.‏

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2003/01/06