|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Syria News |
البيوت الدمشقية... مطاعم جذب السياح إليها |
|
teshreen.com: 28/08/2002 دمشق صحيفة تشرين سياحة الاربعاء 28 آب 2002 طلال الكفيري-دينا غازي عبد الزائر لدمشق لأول مرة، ولاسيما بيوتها القديمة وكيف تحول بعضها إلى مطاعم وفنادق ومقاهِ، ينتابه شعور مليء بالدهشة والحيرة فشمسها تستدرجك إلى مواقع من التاريخ يكتنفها السحر والجمال لترى أمامك صروحاً حضارية شيدتها أيدٍ ماهرة متمرسة ذات خبرة في فن العمارة الدمشقية الأصيلة، تفننت في إبداعه لتغري عشاق الحسن والفن، ولتبقى هذه الأوابد حارساً للحضارة شامخة تقص علينا حكايا الماضي والتاريخ ومن هذه المطاعم التي قمنا بزيارتها ( قصر النرجس ومقهى عالبال) فمن قصر النرجس بدأنا جولتنا حيث قال لنا مدير المطعم السيد خالد قربيصة: هذه البيوت تم تحويلها إلى مطاعم وذلك رغبة من أصحابها، فقبل أن يكون هذا المنزل مطعماً كان بيتاً عربياً لا يراه إلا أهله أو المقربون من العائلة... أما الآن فالوضع تغير تماماً وأصبح هناك سياحة داخلية ولتعريف السائح على تاريخ بلدنا الذي نفتخر ونعتز به، فهذه البيوت تجمع بين أحضانها الأصالة المعمارية الدمشقية وروحها الجميلة ومع مرور الزمن أصبح لهذه المطاعم روادها من السياح العرب والأجانب ووزارة السياحة تبذل جهوداً كبيرة في سبيل تحسين السياحة في بلدنا وجذب أكبر عدد من السياح إليها. ونحن بدورنا تابعنا جولتنا في أرجاء المطعم لنشاهد تلك القناطر والأقواس والحجارة البازلتية والسقوف الخشبية، فعندما نزور هذه الأماكن تشدنا إليها أسفار التاريخ بكل مافيه من أحداث وأشخاص وحقب زمنية عبقة بمشاعر الارتباط بهذا التراث الخالد لتشعر وأنت أمامه أنك مرتبط بجذورك ومتواصل مع ماضيك الذي تفوح منه رائحة الذكريات العبقة برائحة الأجداد وماضيهم الجميل وتراثهم الأصيل. وخلال زيارتنا لها رأينا إقبالاً سياحياً منقطع النظير لأنها نقطة التقاء الباحثين عن السعادة والراحة في كنف جمال مسكر تدور له الرؤوس في اختلاط بين روائح الفل والياسمين فالذي يذهب الى هذه المطاعم يتخيل فيها جمال الطبيعة وهدوءها وسعادة الوحدة وهناءتها ويطير بأجنحة خياله في عالم بديع من عوالم الغيب، تاركا هذا العالم الحافل بالهموم والآلام، وطاردا من نفسه كل خواطر الشرور والآثام سارحا بأفكارها بين مسابح الاسماك ومسارح الافلاك وفي مطعم قصر النرجس التقينا عددا من السائحين حيث قالوا: ـ السيد طارق من السعودية قال: الذي يدخل هذا المطعم يحس كأنه يجالس التاريخ ويحدثه عن ايام زمان وموضة أيام زمان. لان هذا المكان يعبق بأريج اجدادنا وما تركه لنا من تراث خالد وماض عريق ونحن نحسد الشعب السوري صراحة لوجود مثل هذه الاماكن عنده. فهذه المطاعم تعتبر متنفسا للانسان ومدفن همومه وهذه المطاعم أسعارها مقبولة والخدمة جيدة وقد شدنا الى هذه المطاعم فن العمارة الدمشقية وكيفية استثمار مثل هذه البيوت وتحويلها الى مطاعم ولكن هناك عتب بسيط نريد لهذه المطاعم ان يكون لها اعلانات لتعريف السائح بها. ـ السيد عبد الله من السعودية قال: نحن نعرف كرم الشعب السوري، ونعتز بتراثه الاصيل وماضيه المجيد، وهو شعب ذواق ومضياف يحب الضيوف ويرحب بهم ونحن نحيي القائمين على هذا المشروع اي تحويل البيوت القديمة الى مطاعم فهي بحق قمة الجمال، والأناقة يشدك اليها فنها المعماري وتصميمها... الانسان يقف مدهوشا امام هذه الصروح، فعندنا لايوجد مثل هذه المطاعم فالشعب السوري محسود على هذه الاماكن. ونحن بعد ان تعرفنا على هذه المطاعم لم نعد نزور غيرها لما تتمتع به من اصالة وعراقة. فالجو هادىء والخدمة ممتازة والاسعار مقبولة وأقل من غيرها بكثير.. ثم تابعنا جولتنا لنزور مقهى «عالبال» هذا المكان الذي تحول من اسطبل للخيل الى مقهى استثنائي حيث قال مدير المقهى السيد عادل ابراهيم: هذا المكان تحية لفيروز! ويتألف هذا المقهى من طابقين مرخصين من وزارة الثقافة وهناك صالة تقام فيها معارض فنية للفنانين التشكيليين اضافة الى اماسي موسيقية واغلب رواد هذا المكان هم من الفنانين و الصحافيين والاقبال السياحي كبير جدا وذلك لما للمكان من جو عابق بأريج الماضي والمستقبل... واخيرا كم نتمنى ان تلقى هذه المطاعم تشجيعا سياحيا واقبالا سياحيا... وذلك ليعرف الابناء ما تركه لهم الآباء والاجداد وليبقى نهر الحياة جاريا دون انقطاع، ولتبقى هذه البيوت تقص علينا حكايا الماضي بحلوه ومره. |
|
Copyright Homsonline.com |
||
|
Last Update 2003/01/06 |
||
