Syria News

المغتربون العرب في المهاجر ...انتماء متجذر ورسالة سامية
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
albaath.com: 14/08/2002


• يعتبر المهاجرون العرب نخبة من أفراد أمتنا العربية . هاجرت عن أرض الوطن ، ليس لكسب العيش والتخلص من الضائقة المادية فقط، كما يحلل الذين درسوا ظاهرة الهجرة العربية . بل كانت تكمن وراء هجرة العرب الى بلاد الاغتراب أسباب ودوافع عميقة غير هذه الاسباب المادية المعاشة، أهمها:‏

- حصولهم على الحرية التي حرموا منها في وطنهم العربي الأم إبان الاستعمار الذي كان يرزح على أرضه.‏

- التحرك بطلاقة خارج الوطن ، ضد هذا الاستعمار فكانوا يستعملون مختلف الوسائل التي تسمح بها المعطيات الظرفية في مقاومته ورفع نير احتلاله‏

- التحسس بشعور إغناء الوطن، وإنما ثروته. بعدما عملت يد الاستعمار على سرقتها ونهبها.‏

- قوة طموح المهاجرين العرب. وتطلعهم الى ابعد من حدود وطنهم.‏

من هنا، يتضح لنا أن الهجرة العربية، كانت ذات مضمون حضاري تعبر عن حب العربي للحياة الانسانية الحرة الكريمة ورفضه لكل ما يعترض سبيله نحو ذلك. يقول الدكتور/ جورج طعمه/ في كتابه ( المغتربون العرب) : كانت الهجرة والاغتراب لدى العرب - طابعاً للتوسع الحضاري في الشعب ذاته..‏

لهذا نرى أن الانسان العربي استعمل الهجرة كإرهاص حضاري أو كتعبير عن اعتلاجات فكرية واجتماعية وقومية، في نفسه المتطلعة المشرئبة نحو الحياة الأرحب.‏

فلا ضير، بعد ذلك ، إذا اعتبرها البعض من الباحثين « ظواهر النهضة العربية الحديثة، وما رافقها من حركة التفجر والانطلاق البشريين». والهجرة البشرية بصورة عامة ، هي صفة انسانية تاريخية رافقت الانسان القديم منذ بدء التاريخ يقول المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي): ان الانسان القديم عرف الهجرة. ومن خلالها تعرف كيف يطوّر ويجدد حضاراته؟ وكيف يجعلها تتلاقح وتتفاعل مع بعضها البعض، لتشكل حضارة انسانية واحدة متكاملة.‏

وحقيقة عرف التاريخ البشري نزوحات وهجرات كبيرة وعظيمة. هجرات أفراد وهجرات شعوب بالكامل... ولكن الذي يجب أن نذكره للهجرة العربية الحديثة . هو أن المهاجر العربي ظل في بلاد اغترابه محافظاً على انتمائه القومي فبقي عربياً لم تذب هويته كلية كما حصل لبعض المهاجرين غير العرب ، الذين طمست معالمهم القومية ولغاتهم ومميزاتهم الاجتماعية ونسوا - بالتالي - أوطانهم الأولى. وأصبحوا ينتمون إلى بلاد اغترابهم. فالمهاجر العربي منتمٍ قومياً بالفطرة بالغريزة مشدود للوطن الأم بعفوية صادقة، محافظ على ميزاته العربية وخصائصه الاجتماعية والقومية بكل تلقائية منه. كما نراه - أيضاً - معتزاً بتقاليد أمته مفتخراً بتراثها المجيد وبلغتها العلية. وهكذا - إن المغتربين العرب حافظو على صلاتهم بالأمة والوطن. وظلوا يقدمون الخدمات القومية الجلى حيث اعتبروا أنفسهم دعاة لقضايا أمتهم العادلة وكسفراء لها في الخارج ، وبين الأمم فرتبوا عليهم مهمات في السلوك والأخلاق العربية وفي الاعلام والتمثيل، والدفاع عن كل ما يتعلق بالعرب والعروبة. وفي هذا المضمار جهود معروفة ، في مقارعة الصهيونية في الخارج. وفي تفنيد دعاواها الباطلة المضللة ، وفي شرح قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية. ومن ينكر نضال المهاجر العربي ( جورج دبس ) المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية ، في مدينة نيويورك في سبيل القضية الفلسطينية ، ودفاعه عنها بوساطة مجلته المعروفة ( الكرامان ) إذ تعرض لنقمة اليهود الصهاينة في هذه المدينة، فهجموا على مكتبه عدة مرات واعتدوا عليه شخصياً ولكنه ظل صابراً مثابراً على تعريف الرأي العام الأمريكي بعدالة القضية الفلسطينية ، وبطلان الادعاءات الصهيونية التي سطت على أرض فلسطين وطردت شعبها العربي منها.. وبعد هذه الرسالة لمهاجرينا العرب ، تجاه أمتهم وقوميتهم ثمة مظاهر انتمائية أخرى لهم. مثل ذلك الانتماء المتجلي في حنينهم الى الوطن وتعلقهم الروحي به وارتباطهم النفسي والوجداني بذكرياتهم له وتصوراتهم عنه. وهاجس حاد يلازمهم بأنهم يعيشون بوحشة وغربة طالما هم خارج بلادهم. وهكذا يهيمن على المغترب العربي تفكير بأنه ، دوماً ، بعيد عن وطنه. وأنه يقيم في بلاد غريبة عنه أجنبية. فلا تهدأ له نفس إلا عندما يتخلى في بيئته بعد تعبه الطويل ويركن الى ذكرياته ومشاعره العميقة البعيدة المتجهة صوب الوطن الحبيب، فيعيش مع تخيلاته الجميلة عن قريته ومدينته . عن أنهار بلاده ووديانها عن تلالها وجبالها . عن كل التضاريس فيها.ولكم عبر عن هذا الحنين الكتاب والشعراء المهاجرون في كتاباتهم وقصائدهم حتى أصبح يوجد في الأدب العربي لون خاص يعرف بالأدب المهجري - كما هو معروف - يدرّس في الثانويات والجامعات ..‏

نعم في هذا الخصوص نراهم لم يكتفوا بتصدير الأدب المهجري الى وطنهم الأم، بل راحوا يؤسسون في بلاد الاغتراب الصحف والمجلات الناطقة بلغتهم العربية الفصحة ...وقد تحدثوا بها عن أشواقهم العارمة لرؤية الأهل والأقارب وأصحاب وعن مشاعرهم العميقة تجاه قوميتهم العربية وآلام أمتهم وقضاياها العادلة والمصيرية وأعلنوا عنها للرأي العام العالمي‏

من هذه الصحف ومن أقدمها صحيفة ( المهاجر) أسسها أمين الغريب عام 1903 وصحيفة (سورية الجديدة )أسسها الدكتور نسيم الخوري عام 1910 ومحلة السائح ، أسسها عبد المسيح حدادي عام 1912 . ومجلة الجالية أسسها سامي الراسي عام 1922 ومجلة الشرق أسسها موسى كريم عام 1928 .‏

ومن اقتباس أسماء الصحف والمجلات ندرك مدى الانتماء لدى المهاجرين العرب .•‏

وهيب سراي الدين‏

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2003/01/06