Syria News

وزارة المغتربين والآمال المعقودة عليها
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
albaath.com: 14/08/2002
بقلم: د. عبد الرزاق كامل‏

إن تحول منصب وزير الدولة لشؤون المغتربين الى وزارة المغتربين أمر له أهميته ويبين بوضوح زيادة الاهتمام الذي يوليه المسؤولون في الدولة بشؤون المغتربين وهمومهم وآمالهم وتطلعاتهم، والعمل على زيادة الوشائج التي تربطهم بوطنهم رغم بعد المسافات ومرور السنين.‏

ولقد سر المغتربون بهذه الخطوة وعلقوا عليها الآمال الواسعة، وتمنوا أن تتمكن الوزارة الجديدة من تخفيف الكثير من معاناتهم وتحقيق معظم مصالحهم.‏

إن عبارة المغتربين توحي الى الذهن، كما كان معروفاً، هذه المجموعة الطيبة من المواطنين التي تعيش في دول أمريكا اللاتينية ( البرازيل - فنزويلا - تشيلي - وغيرها) بالدرجة الأولى ويليها أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة . ومعظم هؤلاء هاجر منذ بداية القرن العشرين، واستقرت حياته هناك، وتزوج وأنجب ، واستثمر وشيد، وصار جزءاً من المجتمع الفسيفسائي الموجود في تلك البلاد. وقد استطاعوا بجهدهم وكدهم وحسن سلوكهم أن يصنعوا لأنفسهم ولبلادهم الأصلية سمعة طيبة واحتلوا مراكز مرموقة في عالم الصناعة والتجارة بل والسياسة.‏

ثم توسع هذا المفهوم ليشمل بعض الجاليات السورية في عدد من الدول الأوروبية الذين هاجر معظمهم في النصف الثاني من القرن العشرين ومعظمهم من الذين درسوا في ألمانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا وعدد من الدول الاشتراكية ( سابقا) وتزوجوا منها واستقروا فيها. ولا يزال قسم كبير منهم يعاني من ازدواجية الشعور بين حنينه الى وطنه الأصلي، وبين الحياة التي ألفها في مجتمعه الجديد وما حصل عليه من تسهيلات.‏

ومع مرحلة ازدهار النفط في دول الخليج العربية صارت هذه الدول مركز جذب لكثير من المواطنين من أصحاب الاختصاصات والمهن المختلفة ( مدرسين - أطباء - مهندسين - كهربائيين - ميكانيكيين وغيرهم) الذين أظهروا كفاءة عالية وحققوا سمعة حسنة في تلك البلاد.ورغم روابط الدين واللغة والعادات بينهم وبين أبناء البلاد إلا أنهم لم يستطيعوا الاندماج بشكل قوي في مجتمعاتها وظلوا معتبرين أجانب سواء في التعامل الرسمي أو التعامل الشخصي.‏

لقد كان اهتمام الدولة بالمغتربين منصباً على تمتين رباطهم بالوطن عن طريق ارسال الفرق الفنية لتقدم الأغاني الشعبية والرقصات الفلكلورية أو باستقبال وفودهم على اختلاف طبيعتها ( من رجال أعمال وأطباء ومهندسين وغيرهم) في الوطن الأم ووضع البرامج الترفيهية لهم وتيسير زياراتهم للأماكن الأثرية والتاريخية، واستقبال الرسميين لهم، واعداد لقاءاتهم ومقابلاتهم مع أجهزة الاعلام المختلفة من اذاعة وتلفزيون وصحافة. كما كانت تزورهم في أوطانهم الجديدة، بين الحين والآخر ، بعثات التلفزيون لتحيي معهم بعض المناسبات الوطنية أو الدينية ( مثل شهر رمضان والأعياد) كما هو الحال في برنامج ( على عيني)، لقد أتقنت أجهزة الدولة دورها وقامت بالأنشطة المذكورة أعلاه وما شابهها، فهل يقتصر دور الوزارة الجديدة على هذا النوع من الانشطة أم ترى هناك حاجة الى مهام أخرى تقوم بها لتؤدي دورها وتحقق خدماتها للمواطنين المغتربين في مختلف مواقعهم؟!‏

في الحقيقة، هناك مهام كثيرة يمكن لوزارة المغتربين أن تؤديها خدمة للمواطنين الذين يعيشون خارج حدود الوطن بصورة مؤقتة أو دائمة، فالمواطن المغترب ، شأنه شأن أي مواطن آخر يعاني في حياته اليومية من أمور كثيرة إلا أن بعضها ذو طبيعة خاصة. ويمكن تصنيف هذه الأمور في ثلاث زمر على الوجه الآتي:‏

أ- التدابير التي تتخذها السلطات أو الوزارات داخل بلده الأصلي مما يسبب له بعض المتاعب أو يحرمه من بعض الفرص.‏

ب- عدم مراعاة بعض البعثات الدبلوماسية الوطنية لظروفه وعدم قيامها بما يمكن أن يخفف بعضاً من معاناته‏

ج- الصعوبات التي يلاقيها في بلد الاغتراب الذي يعيش فيه مع السلطات والأفراد‏

ولهذا فان دور وزارة المغتربين يمكن أن يكون فعالاً في مواجهة الصعوبات المذكورة أعلاه كلا أو بعضا، ويمكن ان يتم ذلك عبر موظف أو أكثر من موظفي وزارة المغتربين يلحق بالبعثة الرسمية( السفارة أو القنصلية العامة) شأنه شأن الملحق العسكري، والملحق الثقافي ، والملحق التجاري أو الاقتصادي والملحق السياحي. وعلى ملحق المغتربين ان يتلقى طلبات المغتربين ويدرسها ويناقشهم فيها ويحصل على التفاصيل الخاصة بها، ثم يضع مرئياته واقتراحاته عليها ويحيلها عبر الطريق المناسب الى الجهات ذات العلاقة سواء تعلقت بالسلطات والادارات المركزية أو كانت مرتبطة بأقسام أخرى في البعثة الدبلوماسية أو كانت ذات علاقة بسلطات دولة المقر.‏

وسنلقي ، في ما يلي، الضوء على بعض الأمور التي يمكن للملحق المختص بشؤون المغتربين أن يعالجها ويساعد في حلها مخففاً من معاناة المغترب منها:‏

أ- هناك أمور تتعلق بالوطن الأم تشمل فرصاً معينة تعطى للمواطنين، لا يستطيع المغترب اللحاق بها لأنها محددة في فترة زمنية معينة، لا يتمكن خلالها من السفر الى الوطن ليستفيد منها( فترة اعفاء ضريبي- أو السماح باجراء معين - أو فتح الاكتتاب في مشاريع وطنية سكنية أو غيرها، أو التسجيل في المدارس والجامعات أو التقدم لشغل وظائف معينة) فيمكن أن تيسر الأمور على المغترب بأن يتاح له القيام بالاجراءات اللازمة عبر الموظف المختص بشؤون المغتربين(ملحق الاغتراب) للاستفادة من الفرص المتاحة.‏

وقد تكون هناك تعليمات وأنظمة تتناول المغترب دون غيره يشتكي منها ويريد اعفاءه منها، مؤسسة الطيران السورية على سبيل المثال تشترط على المغترب الذي يرغب شراء تذكرة سفر من داخل القطر أن يقوم بصرف مبالغ معينة من العملة الصعبة لدى المصرف ليحصل على تذكرة سفر الأمر الذي يسبب له ارباكاً إذا كانت لديه تذكرة سفر مشتراة في الخارج وأراد إجراء تعديل في خط سيرها، وذلك ما يضطره أحياناً الى شراء أكثر من تذكرة سفر وهو خارج القطر. كذلك الأمر إذا تأخر مقامه في بلده واضطر لتجديد جواز سفره فيه اذ يفاجأ بأن يطلب منه تقديم بطاقة ضريبة المغترب(التي تركها في منزله في بلد الاغتراب) ليثبت انه سدد هذه الضريبة، في حين لا يطالب المواطن، عند تجديد جواز سفره ،بما يثبت تسديده لما عليه من ضرائب.‏

ان شكوى المغتربين من أمور كهذه يمكن عرضها على الموظف المختص بشؤون المغتربين فيدرسها ثم يرفعها الى الجهات ذات العلاقة مزودة باقتراحاته، ويتلقى رد هذه الجهات، فإما ان تقتنع بصحة الاعتراض فتعدل تعليماتها أو تؤكد وجهة نظرها السديدة في ما أصدرت من تعليمات فيقوم (ملحق المغتربين) بابلاغ المغتربين عن طريق الاعلان داخل مقر البعثة الدبلوماسية بضرورة اصطحاب بطاقة ضريبة المغترب أو أي وثيقة أخرى اذا أرادوا أن يقوموا في موطنهم الأصلي بمتابعة مجموعة من الاجراءات الرسمية التي قد يحتاجونها.‏

ب- وهناك أمور يعاني منها المغترب في بلد الاغتراب وبمقدور البعثة الرسمية لبلده ان تخفف عنه هذه المعاناة، فدوام موظفي هذه البعثات يمتد عادة من الثامنة والنصف أو التاسعة صباحاً الى الثانية والنصف من بعد الظهر، الأمر الذي يحتم على المغتربين ان يتركوا مقار عملهم في المدارس أو الشركات أو الدوائر الحكومية ليراجعوا السفارة أو القنصلية لإيداع المعاملات اوالطلبات المختلفة التي يودون تقديمها، كما أن الكثيرين منهم يفدون من مناطق بعيدة عن المدن التي تقع فيها مقار السفارة أو القنصلية قاطعين مسافات طويلة هم أو أولادهم للحصول على مبتغاهم، وقد يضطرون الى المبيت ليلة أو أكثر خارج منازلهم لهذه الغاية ،كما أنهم يفاجؤون أحياناً بأن البعثة في يوم عطلة رسمية فتذهب جهودهم أدراج الرياح.•

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2003/01/06