Homs News

أقدم منطقة حرة للتجارة العالمية.. تدمر عاصمة جمهورية أغنياء وأمراء القوافل التجارية على طريق الحرير
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
teshreen.com: 23/09/2002
تدمر
صحيفة تشرين
محليات
الاحد 22 ايلول 2002


تدين تدمر بوجودها الى مياه نبعها (أفقا) وغزارة آبارها وسعة واحتها الخضراء التي تزهو بأشجار النخيل والزيتون والرمان وغيرها..

وتضفي الخضرة جمالاً على مكان يبدو كبحر من الرمال الذهبية المتألقة بأشعة الشمس، مما يجعل الواحة تشبه الزمردة الخضراء وسط رمال الصحراء.. ‏

وتدين تدمر بازدهارها الاقتصادي الى اهمية موقعها على طريق تجاري اصبح فيما بعد طريق الحرير الدولي الممتد من بلاد الصين شرقاً حتى روما غرباً، وذلك عبر قطار الشرق القديم، وان موقع هذه المدينة المميز في قلب البادية الشامية جعل طريق الحرير العالمي عبر تدمر هو الطريق الأقصر مسافة والأكثر سهولة والأفضل عبوراً ومروراً، والأكثر امناً وسلامة.

وهكذا كان هذا الطريق قادرا على المنافسة المضمونةوالرابحة والمنتصرة على طريق الحرير البحري، فأصبح طريق الحرير البري عبر تدمر شرياناً لفعاليات التجارة الدولية، مما جعل التدمريين من كبار الأغنياء والأثرياء وجعل مدينتهم محطة مهمة للقوافل التجارية، وإن تعاون التدمريين القدماء فيما بينهم وفق تقاليدهم ومساواتهم وتعلقهم بمبادئهم وقيمهم.. كل ذلك جعل تدمر تبدو بمنزلة (عاصمة جمهورية أغنياء التجار وامراء القوافل التجارية) وكانت مكانة المدينة وسياسة سكانها الدولية القائمة على مبدأ التوازن الدقيق قد حققت من خلال ذلك مكاسب مفيدة وعديدة اهمها الازدهار الاقتصادي الذي جعلها عاصمة الترف والغنى والرفاه والسلام والاحلام فأصبحت سيدة التجارة الدولية، وحسن انفتاحها على العالم الخارجي، كما ان مهارة التدمريين الدبلوماسية والسياسية الذكية اثارت اعجاب الرومانيين إذ كانت لديهم مؤهلات قتالية بالفطرة.. وتأكد دور تدمر في عهد اذينة وزنوبيا.. ‏

كما تدل المنحوتات التدمرية على جمال ملابس التدمريين والتدمريات الحربية والمطرزات الدقيقة التي تجسد ثقافة جمالية وذوقاً فنياً، وان بناء معبد بل الضخم العام 32م يعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ العمارة التدمرية الدينية والمدنية، وان وجود قماش الحرير في تدمر مؤكد منذ زمن بعيد وذلك بفضل المكتشفات التي وجدت في بعض الأبراج الجنائزية في المدينة الأثرية.. وقد اثبت ر. فيستر ان قسماً من هذه الأقمشة جلب من الصين وقسماً آخر صنع محلياً ويدل ذلك على ان الحرير كان يأتي الى تدمر على شكل حرير خام أو خيوط حريرية ومن ثم يتم نسجه محلياً..
‏ ان تدمر التي اسهمت في حماية طريق الحرير والقوافل التجارية واصحابها من مختلف البقاع والاقطار وقدمت خدماتها المختلفة في سبيل امن طريق الحرير... افادت كثيراً من الرسوم المالية التي كانت تجبيها بموجب نصوص القانون المالي التدمري (التعرفة الجمركية).. وقد واجهت تدمر اخيراً الأخطار والحروب العدوانية التي قضت على مسيرة نمو الازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والاشعاع الثقافي، وبدت الآن بأطلالها كأنها تتحدث بصوت الصمت ولغة الفن الخالد. ‏

الحوار الحضاري يسهم في تقارب الشعوب ‏

وتبدو اهمية دراسة طريق الحرير وتدمر مدينة القوافل التجارية من خلال مناشدة منظمة اليونسكو اقطار العالم والدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة للقيام بكل ما من شأنه بحث واستقصاء ومتابعة آثار طريق الحرير عبر الأقطار العديدة في قارات آسيا وافريقيا وأوروبا بحراً وبراً، وفتح حوار حضاري جديد يسهم جدياً في تقارب الأمم والشعوب وتوثيق علاقتها الودية فيما بينهما. ‏

كثير من الناس يظنون ان درب الحرير الذي تلهج بأثره شلة من مثقفي العالم هو الدرب الذي امتطته قوافل العرب ومن قلدهم من الأمم، نعم انهم وحدهم الذين شقوه بداية وكرسوه درباً عالمياً اولاً، لكنهم شاركوا العالم فلم يحتكروه، وهذه هي السمة الرئيسية لدورهم فيه ودروبهم البرية والبحرية في الاتجاهات الأربعة، واستطاعوا فتح الأنفاق بين الجبارين الفرس والروم. ‏

لذلك فإن المرور لعابري البادية ضرورة حياتية لابد منها لتوافر اسباب الراحة وهي حتمية واستعادة القافلة بحيوانات الحمولة والركوب وبرجالها لقواها ونشاطها، وإعادة ملء المياه الضرورية لها التي توصلها الى الفرات أو الى مناطق المعمورة. ‏

وقد بلغت تدمر شأواً عالمياً في زمن لم يخل من جبابرة ملكوا امر الدنيا ويعود ذلك الى اقتصاد البادية الأولى، والى موقعها وسط بادية السماوة وهي مفازة، أي من دخلها وخرج منها سالماً فازونجا، فأصبحت تدمر حلقة اساسية على طريق الحرير المهم بين الصين والعالم، حيث عثر على كتابة دونها بعض اهالي تدمر الذين اشتغلوا بالملاحة في البحر الأحمر تدل على اشتراك التدمريين بالملاحة مع انهم اهل مدينة صحراوية، فما بين السور الدفاعي وسور الجمارك في تدمر نرى مايشبه «المنطقة الحرة» اليوم، حيث كانت القوافل ترتاح لتدبير امر متابعة مسيرها.. وكانت البضائع تنقل مع قوافل متعددة بالتناوب، فتسيركل قافلة تقطع شوطاً معلوماً ثم تسلم البضائع لقافلة أخرى.. وعبر تدمر كانت تجري المبادلات الواسعة بين المتاجر والتجار المشرقيين والمغربيين عبر تنظيم كفلته تدمر بقبائل مدينتها وباديتها ،وهكذا بقيت سيدة التجارة القافلية لقرون عديدة مما هيأ لقيام تجارة دولية..!. ‏

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2002/09/05