Homs News

واقع التلوث وإجراءات الحدّ منه في معامل الأسمدة ‏
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
teshreen.com: 02/09/2001
دمشق ‏
صحيفة تشرين‏
محليات‏
الاحد 2 أيلول 2001 ‏


في سورية عموماً، وفي محافظة حمص على وجه الخصوص، وهي بالمناسبة من أكثر المحافظات والمناطق السورية اتساعاً وانتاجاً زراعياً وصناعياً وسياحياً، يكثر الحديث بين أوساط المثقفين واصدقاء البيئة­ كما بين الفئات الشعبية ­عما تحدثه معامل الأسمدة التابعة للشركة العامة للأسمدة، وهي معمل السماد الآزوتي ومعمل التربل برفوسفات ومعمل الأمونيا يوريا، من اضرار وتلوث بيئي سواء بالنسبة للتربة أو المياه أو المزروعات وماتنفثها مداخنها من سموم ملوثة للهواء تنعكس سلباً على الانسان والنبات والحيوان وعلى جميع مكونات الحياة في تلك المنطقة الجغرافية والزراعية المهمة.‏

حملنا جملة من الأسئلة والتساؤلات وكذلك الهموم الى الشركة العامة للأسمدة والتقينا السيد المهندس (هيثم شقيف) المدير العام للشركة العامة للأسمدة وصارحته بكل مايثار وما يقال راغبين الحصول على اجابات واضحة ومحددة على هذه الأسئلة وتلك التساؤلات.. ورداً على الاتهامات «البيئية» الموجهة الى معامل الشركة العامة للاسمدة قال المهندس شقيف:

من حيث المبدأ فإن حماية البيئة اصبحت ضرورة ملحة وان تحقيق التوازن بين حاجات الانسان والبيئة المحيطة به هو الهدف المطلوب.. من هذا المنطلق فإن معايير التلوث تختلف باختلاف الزمان والمكان وانطلاقاً من ذلك فإن التحدث عن التلوث «والكارثة» البيئية في حمص اصبح امراً مثيراً للدهشة والاستغراب كونه لايعتمد على الدراسة العلمية والاحصائية في أغلب الاحيان، وإنما يعتمد على «الاقاويل المبالغ فيها» التي مصدرها بعض المواطنين القاطنين في المحيط المجاور للشركة الذين ( حسب قول السيد المدير العام) يستخدمون الاسلوب القصصي لوصف الواقع معتمدين المبالغة وتضخيم حجم المشكلة منطلقين «احياناً» من مصالحهم الشخصية، و«غالباً» من عدم قدرتهم على التحليل العلمي للواقع..‏

نعم ..هنالك ملوثات.. ولكن ماحجمها.. وما تأثيرها؟!‏

يقول المهندس هيثم شقيف المدير العام للشركة العامة للاسمدة أن ماتطرحه معامل الاسمدة من ملوثات قائم وموجود.. وبصيغه الثلاث الغازية والسائلة والصلبة، ولكنه يضيف ويؤكد ان التحاليل المخبرية التي يجرونها دائماً، ويعتمدون عليها تثبت ان ما تطرحه هذه المعامل من مخلفات ضارة بالبيئة لاتتجاوز في خطورتها، ان لم تقل عنها، الملوثات الناجمة عن مصادر اخرى سواء في مدينة حمص أو في غيرها.‏

وعلى سبيل المثال، فإن غازات اكاسيد الآزوت المنطلقة من مدخنة قسم انتاج حمض الآزوت والتي ترتفع 75متراً عن سطح الأرض، وغاز ثاني اوكسيد الكبريت المنطلق من مدخنة قسم انتاج حمض الكبريت والذي ترتفع مدخنته ايضا 75 مترا، وغاز النشادر الناتج عن قسم انتاج النشادر وسماد اليوريا.. كل هذه الغازات تنطلق على ارتفاعات شاهقة اولاً.. وهي لاتتجاوز 2000 جزء في المليون من كمية الهواء المنطلقة في المدخنة الأولى.. و800 جزء في المليون وبكمية 137 كغ /سا بالنسبة للمدخنة الثانية، وكل هذه الغازات اضافة الى الغاز الثالث / النشادر/ فإنها لاتتجاوز ماتطلقه عوادم السيارات في شوارع حمص.. وإن التحاليل المخبرية تؤكد ان استهلاك 100 كغ من الفيول أو 1300 كغ من المازوت في الساعة يعطي الكميات نفسها المنبعثة من غاز اكسيد الكبريت.. ومنه يستنتج السيد المدير العام للشركة العامة للاسمدة ان «ماينطلق من هذه الغازات هو أقل من مصادر الملوثات الأخرى»..‏

وفي حين يعترف السيد المدير العام للشركة العامة للاسمدة بأن «توازن المنصرفات عن قسم انتاج حمض الفوسفور وقسم انتاج حمض الكبريت وقسم الخدمات الانتاجية يعتبر عيباً في تصميم المعمل من الاساس، وهي المشكلة الرئيسية التي تواجه الشركة» لكنه يؤكد ان في المقابل «أن الشركة تقوم باجراء الدراسات لحل هذه المشكلة بهدف اعادة استخدام هذه المياه ضمن دورة مغلقة.. رغم ان المزارعين في الجوار القريب من هذه الاحواض يروون محاصيلهم بتلك المياه منذ خمسة عشر عاماً دون اثر سلبي على المحاصيل مما يدل على صلاحية هذه المياه للري.‏

أما بالنسبة للمياه الملوثة الناتجة عن قسم انتاج حمض الآزوت وقسم انتاج سماد الكالنترو، يقول السيد شقيف انه يتم تعديلها بالبحص الدولوميتي وضخها الى احواض ترقيد كتيمة تحت اشعة الشمس وان «هذه المياه تحتوي على املاح النترات التي تعتبر سماداً للمحاصيل الزراعية، وخصوصاً لأعمال الري بالتنقيط كونها لاتحتوي على مواد قابلة للترسيب.. وتقدر كميتها بحدود 30/م3/سا، وتركيز املاح النترات يصل الى 3/غ ل، وهناك «دراسة لزيادة تركيز السماد في هذه المياه وبيعها للفلاحين بالصهاريج او لسقاية الاشجار الحراجية».‏

أما بالنسبة للمخلفات الصلبة.. فهي كما يؤكد مدير عام الشركة تنحصر في مادة / الفوسفو جيبسوم/ وهو مخلف ثانوي ناتج عن عملية تصنيع حمض الفوسفور.. ويقول: «لقد تم حل مشكلة هذا المخلف بشكل نهائي من خلال بناء احواض معزولة برقائق البولي ايتلين منعاً للتسرب.. حيث يتم ضخ هذه المواد الصلبة على شكل مغلق الى هذه الاحواض فتترسب مادة الفوسفوجيبسوم ويعاد استخدام المياه مرة ثانية للغاية نفسها ضمن دورة مغلقة.. ويؤكد ان هذا المشروع من المشاريع المتميزة في الوطن العربي لمثل هذه الصناعة!.‏

إجراءات للحد من التلوث‏

لكن مع ذلك كله، ومن خلال ماعرضتموه، فإن ماتطوحه المعامل من مخلفات يشكل مصدراً من مصادر التلوث.. فما هي الاجراءات المتخذة من قبلكم للحد من التلوث.‏

يقول المهندس شقيف: نحن لم ننكر ذلك من حيث المبدأ لكننا نرفض التهويل في المسألة وكما قلت نحن نعتمد التحليل المخبري اساساً في تعاملنا مع هذه المخلفات.. البيئة بيئتنا، والبلد بلدنا.. ونحن حريصون كل الحرص على حماية البيئة وعلى صونها وعلى نظافتها.. وأما عن الاجراءات المتخذة من قبلنا فهي بالتحديد مايلي:‏

1- تخفيض استهلاك المياه من بحيرة قطينة ومن نهر العاصي من 6000/ م3 /سا / الى 500/م3/سا تقديراً منا لضرورة ترشيد استخدام المياه قدر الامكان وتوفير المزيد منها لري المحاصيل الزراعية في هذه المنطقة الانتاجية المهمة.‏

2- تخفيض كمية المياه الملوثة المطروحة من المعامل من 700م3/سا الى 350/م3/سا بهدف تخفيف حد التلوث.‏

3- تم استبدال شبكات المياه الصناعية المفلترة للحد من هدر المياه التي كانت تحمل معها الملوثات الى الآبار المجاورة لمعامل الشركة.‏

4- تم استبدال خط المياه المطرية لمنع اي تسرب قد يحصل منها الى الأراضي الزراعية المجاورة.‏

5- تم وضع الغازات المطروحة من مفاعل تشكيل الامونيا بالخدمة للاستفادة منها والتي تقدر كميتها بـ 8000م3 بعد ان كانت سابقاً تطرح في الهواء المحيط.‏

6- نقوم حالياً بانشاء احواض لاعادة تجميع المياه المنصرفة من ابراج التبريد لاعادة معالجتها واستخدامها مرة اخرى في العملية الانتاجية للتصنيع.‏

هل يكفي ذلك؟!‏

برأيكم هل يكفي ذلك لحماية البيئة: أرضاً وهواء ومياهاً.. وفي بداية ذلك كله وفي النهاية الانسان؟!‏

يقول المدير العام: في بداية حديثنا اكدت لكم ان حماية البيئة ضرورة ملحة لتزايد الملوثات البيئية في هذا العصر من جهة، ولحاجة الانسان الى بيئة نظيفة تحميه وتقلل من الاضرار التي تلحقها به وبحياته مخلفات الصناعة بشكل عام... ولكن الصناعات، ومنها صناعة الاسمدة، لابد منها لتلبية احتياجات الانسان المتزايدة كما ونوعاً، في الوقت نفسه.. وهنا يأتي تحقيق التوازن بين احتياجات الانسان وبين الحفاظ على البيئة وحمايتها.. وهذا هدف اساسي من اهدافنا وطناً وجهات معنية بتوفير احتياجات الزراعة السورية التي تتطور باستمرار وكذلك بحماية البيئة وبتخلصها مما يسبب تلوثها..‏

واستطيع ان اقول، بكل اطمئنان، ان الملوثات الناجمة عن معامل الشركة العامة للاسمدة هي في الحدود الطبيعية، في اغلب الاحيان ، (!!) وان تأثيرها (السلبي) على البيئة قليل قياساً لما تقدمه من منتجات رئيسية وثانوية، وبما تقدمه من منافع للوطن وللأخوة المواطنين..‏

إنني بصراحة استغرب التعبير الذي تستخدمونه «كارثة بيئية» ذلك لأن اغلب عمال الشركة هم من ابناء القرى والمناطق المحيطة بمعامل الشركة... كما ان انتاج الاراضي الزراعية المجاورة لهذه المعامل يعتبر من المعدلات الانتاجية الكبيرة على مستوى المحافظة لمحاصيل اساسية أهمها البطاطا ـ الشوندر السكري ـ الحبوب... وغيرها.. ويمكنكم التأكد من ذلك بوساطة مديرية الزراعة في المحافظة.‏

أما على صعيد الأمراض التي تصيب العمال في الشركة فإنني استطيع التأكيد ان العدد الاجمالي للاصابات لم يتجاوز الثلاثين اصابة على امتداد عشرين عاماً الماضية علماً أن العدد الاجمالي لهؤلاء العمال يتجاوز الـ 3200 عامل.. وليست هنالك أية ظاهرة تدل على ارتباط هذا المرض او ذاك بطبيعة العمل في معامل الاسمدة نظراً لتنوع هذه الإصابات.‏

مع ذلك، يضيف المهندس شقيف: نحن نعمل، وباستمرار، من خلال التعاون مع الجهات الاخرى، ومن خلال خطط وزارة الصناعة، وعبر ايماننا بانساننا وحرصنا على صحته على تحقيق كل مامن شأنه الاسهام في حماية البيئة وفي التخفيف من نسب التلوث الذي تطلقه المعامل رغم تأكيدنا على انها ضمن الحدود الطبيعية والقياسية المسموح بها. ففي كل يوم يطرح التقدم والتطور العلميين معطيات جديدة يمكن ان تخدم الانسان والبيئة المحيطة بهما وتوفر لهما الحماية والأمان.‏

تمنيات!‏

ـ هل هنالك جهات ترى الشركة ضرورة اسهامها في التعاون معكم للحد من التلوث؟!‏

ـ المهندس هيثم شقيف قال: طبعاً... فاليد الواحدة لاتصفق.. نحن نرجو ان يتم التعاون وان يكون وثيقاً جداً بيننا وبين جميع الجهات ذات العلاقة..‏

فمثلا نرجو ان تقوم جهات علمية متخصصة بدراسة وضع مخلفات الشركة العامة للاسمدة بشكل علمي ودقيق، وان تقدم هذه الجهات من خلال الدراسة حلولاً علمية مناسبة للاستفادة من هذه المخلفات، وتحديد الطريقة الانسب لاخذ العينات من حيث العدد والمكان، ووضع الحدود العظمى لكل مركب كيميائي تطرحه هذه الصناعة سواء في الهواء او في المياه، اخذين بعين الاعتبار خصوصية المنطقة، والمقاييس العالمية المعتمدة في هذا المجال.‏

ويضيف: ايضاً نرجو ان تقوم وزارة الصحة بدراسة النسبة المئوية للامراض التي اصيب بها عمال الشركة الذين أشرت اليهم قبل قليل، ومدى ارتباط هذه الاصابات بطبيعة العمل ومقارنتها مع الاصابات المماثلة في مناطق اخرى..‏

أخيراً: آمل ان تقوم المؤسسات الاعلامية والصحفية مقروءة كانت او مسموعة او مرئية بتخصيص مساحات كافية لايضاح الصورة الحقيقية لمعامل الاسمدة، وتوعية المواطنين، وإزالة الغموض لديهم فيما يتعلق بواقع عمل هذه الشركة..‏

وبعد‏

فإن تلوث البيئة سواء الناتج عن مخلفات هذه المعامل التابعة للشركة العامة للاسمدة او المجابل الاسفلتية المنتشرة في الكثير من مناطق الانتاج ومناطق سكن واقامة الناس، سواء في محافظة حمص أو في غيرها.. يظل تحدياً كبيراً من التحديات البيئية في سورية.. وان النفايات الناتجة عن الاستثمارات الصناعية وكذلك الاستخدامات اليومية العادية لها تشكل عبئاً حقيقياً على البيئة في هذا البلد.. وان من الضرورة بمكان ايجاد الحلول الناجعة والمنطقية والعلمية لهذه النفايات وتلك المخلفات..‏

إننا مع الدعوة التي وجهها مدير عام الشركة بضرورة تعاون جميع الجهات المعنية لدراسة وضع مخلفات الشركة ومعاملها، وتقديم الحلول العلمية المناسبة، وتحديد الحدود العظمى لكل مركب كيميائي تطرحه هذه الصناعة ان في الهواء او في المياه أو في التربة.. واثارها على الانسان الذي هو غاية الحياة ومنطلقها سعياً الى بيئة نظيفة خالية من الملوثات، والى انتاج متطور ايضاً.. فهل يستجيب الجميع لنداء الواجب؟ اذاً، لقد دقت ساعة العمل.‏

ہ هدى عبود‏

الشركة العامة للأسمدة: أضخم مجمع صناعي كيميائي في سورية، تأسست عام 1967 يتبع لها 3 معامل هي:‏

­ معمل السماد القديم بطاقة 140 ألف طن سنوياً.‏

­ معمل التربل سوبر فوسفات بطاقة 450 الف طن سنوياً.‏

­ معمل الامونيا يوريا بطاقة /330/ ألف طن سنوياً.‏

تنتج 130 ألف طن امونيا سائلة بتركيز 9،99% و /40/ ألف طن حمض كبريت بتركيز 98%، و/3000/ طن فلوريد الالمونيوم المعد للتصدير.‏

تتوضع معاملها في منطقة قطينة في محافظة حمص التي تشتهر ببحيرتها الصناعية الواسعة، وبأراضيها الزراعية الخصبة.

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2002/09/05