Homs News

مجلة دوحة الميماس»أول مجلة عربية سورية متخصصة بقضايا المرأة   ‏
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
teshreen.com: 28/08/2001
دمشق ‏
صحيفة تشرين‏
ثقافة وفنون‏
الثلاثاء 28 آب 2001 ‏
محمد غازي التدمري‏


على الرغم من أن جريدة (حمص) التي يصدرها (الروم الأرثوذكس) في مدينة حمص منذ عام (1909) تعتبر أول جريدة أسبوعية ثقافية إخبارية، فمن المؤكد أن مجلة «دوحة الميماس» التي أنشأتها الأديبة الحمصية «ماري عبد ه شقرا­ 1901 ­1987» أول مجلة شهرية سورية اختصت بقضايا المرأة عامة، والأدب النسائي خاصة.‏

صدر العدد الأول كما يبدو من الغلاف في شهر «نيسان 1928» وقد طبع العدد في المطبعة الحديثة في حمص باثنين وثلاثين صفحة من الحجم الوسط.‏

وقد أشارت منشئة المجلة ورئيسة تحريرها إلى أهداف المجلة في افتتاحية العدد الأول فكتبت: «إن هذه المجلة ­دوحة الميماس­ تقتطف الأزهار الجميلة من حديقة النفوس والمعرفة، وتقدمها للقراء الكرام، محاولة أن تنعشهم بشذاها العطر، لتحيا كل روح سائرة في موكب العمل، لا تعتمد في مسيرتها الحط من كرامة مبدأ، لأنها تحب أن تسمو بنزاهتها، حاملة اللطف والرقة والنضارة، وكل ما يجمل الفتاة الشرقية، وسترفل بمجلة أنيقة رائعة، فيوقن مطالعها أنها ليست ميداناً للحرب وبث الأغراض، ولا تسمح طيلة حياتها إلى ترك الأشواك تتغلغل بين أغراسها، إن روحها ترمي إلى الوحدة والتشجيع لا إلى الفتنة، وأنها لا تريد أن تضل البشرية السبيل السوي في حياتها، ولكنها تحاول السير في مهيع الإخلاص في العمل فتبلغ الغاية التي استخدمتها في عالم الصحافة والأدب». ‏

لقد رسمت منشئة المجلة «ماري عبده شقرا» المولودة في «حمص» والتي تلقت علومها الأولى في رحاب مدارسها، ثم تابعت دراستها في القطر اللبناني الشقيق، وحصلت على شهادة «الهاي سكول» بالإضافة إلى إتقانها اللغتين الفرنسية والإنكليزية وتمكنها الشديد في قواعد اللغة العربية، لتعود بعد ذلك إلى حمص وتتزوج الكاتب «نسيب شاهين» الذي أتاح لها فرصة كبيرة لمتابعة عملها الصحفي والأدبي إلى أن فاضت روحها إلى بارئها مع آخر ضوء للفجر صباح أحد أيام (1987).‏

لقد رسمت خط سير المجلة الذي يدعو إلى النهوض بالمرأة الشرقية، مع التأكيد على الوحدة الوطنية والقومية، ومحاربة الفتن، والسير في دروب الإخلاص، وفتحت صفحاتها لكل مايمكن أن يرفد الحركة النسائية، ويرفع من شأن المرأة ويعزز مكانتها، مما يؤكد أهمية الدور الذي لعبته هذه المجلة في الوقت الذي كان الحديث فيه عن حرية المرأة، ومساواتها بالرجل، ورفع الحجاب عنها، نوعاً من الجرائم التي يحاسب المجتمع عليها. ولذلك وعلى امتداد الأعداد التي صدرت، والتي زادت عن اثني عشر عدداً، كان معظم المواد المنشورة فيها تدور حول قضايا المرأة والنهوض بها: ثقافياً واجتماعياً، فكانت تقدم لها الإرشادات والنصائح المختلفة لاستكمال حياتها الاجتماعية بالإضافة إلى الدراسات التي تعتبر في حينها جريئة ومتطورة لأنها تناولت قضية تحرير المرأة، حيث أسهمت المجلة مساهمة جادة وجريئة في طرح قضية حجاب المرأة وسفورها، وكانت تنشر الآراء المتضاربة في هذه القضية، حيث تمثل وجهات مؤيدي السفور ومعارضيه على حد سواء.. ولمؤيدي الحجاب نقرأ في الصفحة الحادية عشرة من العدد الرابع، رأياً لكاتبة تناصر الحجاب وتؤيده. وفي الصفحة التاسعة عشرة من العدد السابع والثامن المزدوج نقرأ رأياً آخر يناصر السفور ويؤيده وهو لكاتبة أيضاً ومما جاء فيه: «يجب ألا يحول انتقادهم دون نهضتنا، فما نالت البلاد الراقية تمدنها ونجاحها إلا بسفور المرأة ونهضتها، على أنه لنا من بين الرجال أنصار يرون ما نراه علماً منهم، أن المرأة الناهضة نبراس هدى ومنارة رقي، فعلينا أن نتحد اتحاداً وثيقاً قبل أن نرفع الحجاب، وعندئذ نخطو خطوات واسعات نحو السفور.. إن أرباب المراتب السامية والمفكرين يعلمون أن لناحقوقاً واجبة الأداء، فهم لا يقفون في سبيلنا، وإذا رأيت من بعضهم تحفظاً، فما ذلك إلا لخوفهم علينا أن نضل الطريق ونحن سائرات من العبودية إلى الحرية.. ولهذا فعلينا أن نسلك سبل الهدى، إن اليوم غيره بالأمس، وهأنتِ ترين معظم رجالنا يجاهدون في سبيل ترقية البلاد بنشاط ووطنية حارة، ومن يسعى هذا السعي لا يجهل أن رقي البلاد لايكون إلا بنهضة المرأة ومساواتها بالرجل، ومتى تعاون الجنسان بلغا أقصى درجات الرفعة».‏

وفي الصفحة السابعة عشرة من العدد الحادي عشر، نقرأ قصيدة للشاعر (جورج صوايا) يدعو فيها المرأة الشرقية إلى السفور والتحرر من قيود المجتمع، والانطلاق في رحاب العلم والعمل:‏

يابنة الشرق أميطي عن محياك النقابا‏

قد كفاك‏

انهلي العلم وكوني منه ريّا إن ماء العلم عذب كالحميّا‏

إنه يحيي النفوس طفّحي منه الكؤوس‏

فارشفيه واستفيقي‏

أنت في حُريّة العيش حَريّة يا ملاك الأنس يا أخت الأزاهر‏

أنت ينبوع المعاني العلوية فانجعي العلم وسودي في البريةْ‏

إنما العلم جواهر هو حلي للحرائر»‏

لم يخل عدد من أعداد المجلة من رأي واضح وصريح يدعو المرأة إلى التقدم والنهوض، بأفضل السبل التي لا تسعى إلى هدم الحياة الزوجية والاجتماعية، وإنما تقدم لها كل ما من شأنه أن يحفظ كرامتها، ويدفعها إلى التطور عن طريق الثقافة والمطالعة.‏

وعلى الرغم من أن معظم مواد المجلة كانت تحررها منشئتها عن طريق الإعداد والتأليف والترجمة عن اللغتين الفرنسية والإنكليزية فقد أسهم مجموعة من الأدباء والشعراء في نجاح المجلة ورواجها بفضل موضوعاتهم التي اتجهت نحو المساهمة في تحرير المرأة ورفع شأنها في الحياة الاجتماعية.. ومن هؤلاء الكتاب والشعراء الذين كتبوا في المجلة (جبران خليل جبران، حليم دموس، ميخائيل بطرس، قسطنطين نجيب سليم، حسن مراد، هند الربيع المنقاري، عبده ضومط غاتا، محيي الدين الدرويش، وصال عوف، جورج صوايا، أحمد تقي الدين، إيليا أبو ماضي) بالإضافة إلى عدد من الأديبات، والأسماء النسائية اللواتي نشرن موضوعاتهن بالحروف الأولى من أسمائهن.‏

كانت مجلة «دوحة الميماس» من المجلات الثقافية الأولى المتخصصة بقضايا المرأة والأدب النسائي خلال الربع الثاني من هذا القرن، كما كانت الأديبة (ماري عبده شقرا) أول فتاة حمصية حملت لواء حرية المرأة من خلال صفحات مجلتها، التي انطلقت شعلاً يتدفق نوراً لتأخذ مكانها الطبيعي في قيادة المجتمع إلى جانب الرجل.‏

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2002/09/05