|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Homs News |
جسر القنطرة الأثري في القصير، يروي جزءاً من تاريخ أمتنا |
|
teshreen.com: 07/07/2001 دمشق صحيفة تشرين محليات السبت 7 تموز 2001 محمد هيثم زعرور يقع جسر القنطرة الأثري الى الجنوب الغربي من مدينة حمص على بعد 35 كيلومتراً عنها.. وبالقرب من بلدة القصير، وهو يصل ما بين ضفتي نهر العاصي، وعلى مقربة من الطريق المهمة الواصلة بين حمص وزحلة وبيروت، الأمر الذي يؤكد على أهميته الكبيرة منذ أقدم العصور كمعبر استراتيجي يربط وسط وشرق وشمال سورية الطبيعية بسواحلها على البحر المتوسط عبر سهل البقاع الشرقي.. ومنذ حوالي قرن، كان يوجد في منطقة جسرالقنطرة جسر آخر لكنه أزيل نهائياً وهو(جسر الحارون) الذي ينتمي أيضاً الى الفترة الرومانية.. التي قلما نجد جسراً أثرياً متكاملاً يعود الى تلك الحقبة التاريخية في دول العالم قاطبة، بينما نجد ان العناصر المعمارية القديمة متكاملة في جسر القنطرة الذي يمكن اعتباره واحداً من الجسور القلائل في العالم التي حافظت على خصائصها الفنية دون ان يمسها أحد بأذى.. بقايا جسور يوجد في سورية العديد من بقايا الجسور الرومانية فثمة جسران يعود بناؤهما الى القرن الثالث الميلادي، وهما يقعان في منطقة النبي هوري سيرهوس على بعد 70كم من مدينة حلب.. كما يوجد في بلدة جسر الشغور /50كم عن ادلب/ جسران يعودان الى الحقبة الرومانية، وقد اشتهر اسم هذه المدينة الصغيرة بـ (الجسر) الذي أقيم على نهر العاصي الذي يخترق أراضيها. /2400/ عام مضى على بناء الجسر تعتبر المنطقة التي يوجد فيها جسر القنطرة من المناطق القليلة الخالية من التلوث.. ففي هذا المكان نجد مياه نهر العاصي نظيفة نقية عذبة يمكن للمرء ان يشرب منها دون ان يصاب بمرض أو أذية.. أما عن تاريخ بنائه فقد وجد علماء الآثار ان عمر هذا الجسر هو حوالي.24. سنة، ونجد عند قاعدتي الجسر بعض الرسومات النباتية وأشكالاً لحيوانات مفترسة قديمة للغاية كما يمكننا ان نلحظ نقشاً يمثل نجمة خماسية واضحة وذلك في موضعين من الجسر. وبالقرب من جسر القنطرة يوجد بقايا طاحونة قديمة كانت تدعى بـ (طاحونة القناطر) بقي منها بعض الشلالات التي تتدفق منها المياه لترسم لوحة طبيعية رائعة تضفي على المكان روعة وبهاء وجمالاً.. الأمر الذي جعل من هذا الموضع محجاً للعديد من العائلات والزوار والسياح يجدون فيه الراحة والاستجمام ولاسيما أن المنطقة تغص بالعديد من الآثار والمناظر الخلابة منها مغارة القصير ونبع عين التنور (الذي تشرب منه مدينة حمص) ومحطة السكك الحديدية القديمة التي تعود الى العام 1896، والعديد من الآثار الفرعونية والاغريقية والرومانية والعربية كما ان الجسر قريب للغاية من مدينة قادش الشهيرة التي جرت عندها معركة قادش الشهيرة بين رمسيس الثاني فرعون مصر و الحثيين، وهي المدينة نفسها التي أعاد بناءها القيصر سلوقس نيكاتور عند دخوله لسورية وأطلق عليهااسم (لاذقية لبنان) وذلك لقربها من سلسلة جبال لبنان الشرقية.. ومن المعروف ان القيصر السابق الذكر قد بنى في سورية خمس مدن أطلق عليها اسم والدته (لاوديسيا) أي لاذقيةولعل أشهرها هو مدينة اللاذقية المعروفة التي تم بناؤها في القرن الثاني قبل الميلاد.. وثمة ترجيحات أثرية تشير الى ان بناء جسر القنطرة ربما يعود الى تلك الفترة على اعتبار أنه لايبعد سوى /3كم عن مدينة قادش(لاذقية لبنان) يبلغ طول الجسر 12 متراً وارتفاعه 8 أمتار وعرضه 6 أمتار ويأخذ شكل حدوة الحصان أو النمط القريب من الرقم8 مع بعض الانحناءات الجانبية ويرتكز على قاعدتين ثابتتين مدعمتين بالاحجار الكبيرة الضخمة /المداميك/ وتزين قنطرة الجسر الحجارة البيضاء الملساء المشذبة بعناية واتقان وتحيط بها الحجارة الزرقاء والسوداء البرانية المرصوفة بطريقة معمارية رائعة. لهذا الجسر حكايات كثيرة مازالت الألسن تتداولها، فقد مرّت عليه الجيوش اليونانية والرومانية وتذكر الكتب التاريخية ان القائدين العربيين العظيمين خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح قد مرّا بهذا الموضع عند انتهائهم من فتح بعلبك وتوجههم لفتح حمص وقنسرين وحلب وانطاكية.. كما مرت فوق هذا الجسر المهم الجيوش العربية والاسلامية والعثمانية كما سارت عليه آليات ودبابات جيوش الاستعمار الفرنسي والانكليزي في عشرينيات وأربعينيات قرننا الحالي ومرّ عليه أيضاً الكثير من الثوار مثل : نظير النشيواتي، وابراهيم هنانو، وعمر المجرص من حمص في طريقهم لنجدة ثورة فيسان، في جبل لبنان التي قادها الثائر زين مرعي ضد الاحتلال الفرنسي، وقد ذكر جسر القنطرة العديد من شعراء سورية ... |
|
Copyright Homsonline.com |
||
|
Last Update 2002/09/05 |
||
