Homs News

الجامع النوري الكبير في حمص.. آبدة أثرية تنتظر
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
teshreen.com: 02/02/2001
دمشق‏
صحيفة تشرين‏
محليات‏
السبت 3 شباط 2001
محمد هيثم زعرور


يعتبر (الجامع النوري الكبير) في حمص واحداً من المساجد الهامة ليس في سورية فحسب بل وعلى مستوى /العالم الإسلامي/ وهو من أوائل المساجد التي اقيمت في بداية انتشار الدين الاسلامي ومارافق ذلك من فتوحات كبيرة في بلاد الشام والعراق ومصر وشبه الجزيرة العربية وغيرها..

ففي سنة 16هـ وبعد دخول العرب المسلمين لحمص تم شراء الجزء الشرقي من كينستها الكبرى (كنيسة يوحنا المعمدان) وتحويله الى مسجد.. إلا أن التنقيبات الأثرية الطارئة التي جرت عند الحائط الشرقي للمسجد عام 1988 أثمرت عن وجود اساسات وآثار تدل على كنيسة ضخمة تزين أرضيتها لوحات فسيفسائية رائعة.. وهذا في اعتقادي يدل على أن الأرض التي أقيم عليها (مسجد حمص) لم تكن سوى دير للرهبان وممتلكات ملحقة بالكنيسة المذكورة.. إلا أن الشيء الأهم الذي نريد التطرق إليه هو أن «مسجد حمص» قد لقي اهتماماً عمرانياً كبيراً في العصر الأموي.. على أن أكثر المصادر التاريخية لم تتطرق الى هذا الموضوع ولربما يكون قد أشار الى ذلك المؤرخ «ابن عبد الصمد» في كتابه الضخم «تاريخ حمص» الذي لايعرف مكان وجود مخطوطاته احد حتى الآن. وتتمة لحديثنا السابق فقد ورد في كتاب (حمص­ درة مدن الشام) بأنه وقبل بناء الباب الغربي للمسجد عام 1952­ وجد الأهالي لوحة حجرية (ردمت فيما بعد) مكتوب عليها (أمر ببنائه هشام بن عبد الملك) وهو الخليفة الأموي المعروف وهذا يدلنا على أن حمص لقيت في العهد الأموي اهتماماً واسعاً لاسيما أنها كانت قريبة من دمشق (عاصمة الخلافة) وبني فيها مسجد فخم كما هو الحال في (دمشق والمدينة المنورة والقدس وحلب) وهذا ليس بكثير على حمص التي كانت منذ العصر الراشدي وانتهاء بالعصر العباسي مركزاً ادارياً وعسكرياً ضخماً يدعى بـ «جند حمص» وهي بمفهوم أشمل تعني »مركز الولاية» وكان يتبع لها مدن الساحل السوري وحماة وغيرها من الأراضي الشاسعة


وبالعودة قليلاً الى فترة ماقبل الإسلام نجد أن «مسجد حمص» كان في الفترة الرومانية يضم معبداً وثنياً كبيراً فقد «اكتشف فيه كتابات يونانية من العصر البيزنطي» وكان الكثير من المستشرقين الغربيين في السابق يعتقدون انه في مكان المسجد المذكور­ كان يوجد (معبد اله الشمس) الشهير إلاأنه تم دحض هذه الاعتراضات بعد العثور على حجر يعود الى (مذبح المعبد)

الموقع العام‏

في قلعة حمص عام 1974 يقع الجامع النوري الكبير في المدينة القديمة على مساحة (5323م2) وهو بالقرب من باب السوق­ في منطقة تجارية مكتظة بالأسواق القديمة المسقوفة­ وجداره الشمالي هو جزء من سور حمص الشمالي الأثري (ويقع في منتصف السور تقريباً) ولايزال يحتوي هذا (الجدار السور) حتى الآن على برج دفاعي قديم دائري الشكل يمكن الدخول إليه من باب موجود ضمن جدار الجامع الذي يتصف بشكله المستطيل.. واذا دخلنا الى الفناء الداخلي للمسجد فإننا نفاجأ بشكله الجميل فسقفه بني على شكل عقود متصالبة تتكىء على 14 ركيزة حجرية ضخمة (أضيف الى قواعدها المربعة منذ حوالي عشر سنوات لوحات فسيفسائية مصنوعة من الرخام الملون الجميل وهو ذو أشكال وخطوط هندسية رائعة)





وتبلغ أبعاد الحرم الداخلي (100&#-189717م) وفيه 3 محاريب رخامية ويعتبر المحراب الأوسط أكبرها وأكثرها جمالاً «وهو يشبه الى حد ما محراب الجامع الأموي في دمشق» وهو يتميز بعموديه الرخاميين الكبيرين المحززين بشكل لولبي يعلوهما تاجان مخرمان ويقدم العلامة الراحل أحمد وصفي زكريا في كتابه ( جولة أثرية) وصفاً رائعاً للمحراب فيقول: «أسفل صدر المحراب مؤلف من مستطيلات متوازية من الرخام الأبيض والأسود وأعلاه مؤلف من محاريب صغيرة فوقها فسيفساء مشوهة ناقصة رقعت بالكلس وثمة فوق المحاريب الصغيرة كتابة بالأحرف النافرة للآية الكريمة (انما يعمر مساجد الله) واللوحة الفسيفسائية الضخمة التي تعلو المحراب تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن المسجد قد تم تشييده في العصر الأموي وكان على غاية من الروعة والبهاء والإتقان ويدل أيضاً على أن جدرانه قد رصعت بلوحات رائعة من الفسيفساء إلا ان مكان المسجد الملاصق لسور المدينة الدفاعي وعاديات الدهر وموقع حمص المتوسط من البلاد وتعرضها للكثير من أعمال التدمير والتخريب والنهب عبر الأزمنة المتلاحقة لم يبق من الآثار الأموية في هذا المسجد إلا ماندر ذكره

كما يتميز الجامع النوري أيضاً بمنبره الرخامي الرائع وفي أسفله كتابة تشير الى بانيه طغتكين سنة 1116م.. وهنا يجب ان نشير الى ان سقف الجامع المعقود هذا، لم يكن موجوداً قبل عام 1852م وهو التاريخ الذي شرع فيه الأهالي ببناء العقد بعد هدم سقفه القديم الذي كان يشبه الى حد كبير سقف الجامع الأموي في دمشق وقد كان مبنياً من أخشاب (المراوس والبدود) وكانت تحمله أعمدة غرانيتية ضخمة(تم احضارها من مصر) تتكئ على قواعد من الحجر الكلسي القاسي وتزينها تيجان ذات نقوش وزخارف نباتية رائعة وتعلو هذه التيجان اقواس وقناطر حجرية متساوية الأبعاد يتكئ عليها جسم السقف (ولايزال الكثير من هذه الأعمدة والتيجان مطروحاً ومنتشراً في صحن الجامع الخارجي وفي أماكن متفرقة من مدينة حمص) وهذا ما أشار إليه المؤرخ المرحوم الشيخ عبد الهادي الوفائي في كتابه (التاريخ الحمصي). أما من الجهة الشمالية الشرقية للحرم الداخلي من المسجد فثمةباب ( أغلق مؤخراً) كان يؤدي الى (بحرة ماء كبيرة للوضوء) كانت موجودة في الجناح الشرقي للمسجد (شمالي الصحن الخارجي)وهذا الجناح كان فيما سبق يحتوي على مبنى (المدرسة النورية) التي تم بناؤها في عهد الملك المجاهد شيركوه سنة 627 هـ ثم تحولت لاحقاً لمكتبة ضخمة تعج بآلاف من أمهات الكتب العربية النادرة.. وفي أواخر العهد العثماني تم تجديد بناء هذه المدرسة لتعرف فيما بعد باسم: (المدرسة الرشادية السلطانية). أما فناء الصحن الخارجي للمسجد فتتوسطه (مصطبة حجرية) مرتفعة للصلاة، فيها محرابان رخاميان الأول يتميز بحجمه الكبير وكتاباته الرائعة. أما الثاني فهو على الأغلب يعود الى العصر العباسي وذلك استناداً الى شكل قوسه الذي يشبه حدوة الفرس (وهو النمط العمراني المعروف في العمارة العباسية..) ويوجد في الجهة الشمالية للجامع النوري 14 قنطرة حجرية تدعى بـ (الاروقة) (هدم منها سنة 1952 اثنان) وبداخلها رواق حجري طويل معقود وكانت تعلو القنطرة الكبرى لهذه الاروقة مئذنة جميلة تدعى بـ (مئذنة الفرمان) وهي من أجل قراءة المراسيم والفرمانات السلطانية والبيانات المتعلقة بقوافل الحج.. وقد هدمت هي الاخرى أيضاً مع القبة الصغيرة التي كانت تعلو الرواق رقم (13) في أوائل الخمسينيات. اما من الجهة الغربية للصحن فكان يوجد ستة اروقة حجرية معقودة يحاذيها من الجهة الغربية غرف لطلبة العلم الشرعي تمت ازالتها ايضا وكما تمت ازالة قبة الخزنة المقابلة لهذه الاروقة (وهي نموذج مصغر عن قبة الخزنة الموجودة في الجامع الاموي في دمشق) وقد وصفها - العلامة - احمد وصفي زكريا بقوله: «تستند هذه القبة الى ستة اعمدة احدها ذو كتابة عربية بإبطال المظالم عن اهل حمص تاريخها سنة 870 هـ»


من ينقذ الجامع؟‏

وبعد: فإن «الجامع النوري الكبير» في حمص - الذي يضم في جنباته تاريخ وحضارة وذاكرة امة هو بحاجة ماسة لان تمتد اليه يد العناية والاهتمام، ولا يمكن لأي باحث في تاريخ امتنا ان يغفل او يتناسى دوره التعليمي الكبير فهو قد كان وعلى امتداد قرون عديدة بمنزلة جامعة مفتوحة لتدريس العلوم والشرعية المختلفة لآلاف الاجيال التي خرج منها كبار العلماء والشخصيات الدينية والسياسية واستمر دوره النهضوي هذا حتى اوائل الستينيات... وفي السطور القادمة ثمة مقترحات اعتقد ان من شأنها اذا ما وجدت طريقها للتنفيذ ان تنهض بواقع هذا الجامع العريق نحو الافضل في سبيل احياء دوره الديني و التعليمي والنهوض بواقعه المعماري وذلك اسوة بمساجد دمشق «الاموي» وحلب «الاموي» وحماة «الكبير» التي جرى ترميمها واعادتها الى حالتها المعمارية السابقة وعملية ترميم المساجد السابقة تعتبر بادرة عظيمة لايمكن للاجيال القادمة ان تغفلها البتة...‏

مقترحات وملاحظات‏

بداية قد يتساءل البعض عن سبب تسمية هذا المسجد منذ بدايات العهد الايوبي بـ«الجامع النوري الكبير» وهو الذي كان يعرف قبل هذه الفترة بـ«مسجد حمص الكبير» والجواب هو ان السلطان نور الدين الزنكي قد امر بترميم واعادة بناء مسجد حمص المتهدم سنة 1157م بعد ان اصيبت المدينة بزلزال مدمر اتى على العديد من اوابدها وآثارها الهامة.... وتوجد كتابة تأسيسية رائعة تشير الى بانيه وهي في الجدار الجنوبي من المسجد (المشرف على الصحن الخارجي) وإذا ما نظرنا الى الواقع الحالي لهذا الجدار نرى انه في وضع سيئ للغاية - فهو يتألف من 13 بابا (بين صغير وكبير) وتعلو كل باب نافذة وقد تم منذ حوالي نصف قرن اغلاق بعض هذه الأبواب والنوافذ واضافة طبقة من الكلس والقنب على هذا الجدار المبني من الحجارة السوداء (التي تشتهر بها أبنية حمص الأثرية) ويدعي البعض بأن هذه الحجارة (غشيمة وغير مشذبة) ولاتتمتع بمنظر جمالي!.. وهذا الادعاء ليس في مكانه البتة وخير مايمكن عمله هوأن تتم إزالة هذه الطبقة (الغريبة) عن هذا الجدار وإعادة تنسيق وإعمار أبوابه ونوافذه التي جرى اغلاقها وفق تصميم هندسي موحد ويتم ذلك اعتماداً على الصور القديمة للمسجد والتي تعود الى أواخر القرن التاسع عشر ويظهر من خلالها روعة وجمالية الحجر الحمصي الجميل الذي لاتعكر صفوه وبهاءه (طبقة الكلس والقنب..) والأمر نفسه ينطبق على الأروقة الشمالية لصحن الجامع الخارجي التي جرى تغطيتها هي الأخرى بطبقة سميكة من الكلس والقنب ­التي غيبت روعة وجمالية حجارتها المرصوفة بإتقان أخاذ وللأمانة التاريخية فإنه من الواجب البدء أيضاً ببناء «مئذنة الفرمان» المتهدمة فوق (الرواق الكبير) وإعادة بناء رواقيه رقم 13 و14­ اللذين تم هدمهما وإعادة اعمار القبة الصغيرة فوق الرواق رقم ­13­ وإذا نظرنا الى الجهة الغربية من الصحن الخارجي للمسجد فنجد الواقع التالي: (يوجد غرفة صغيرة وباب المسجد الشمالي الغربي وغرفتان اسمنتيان وميضأة (للوضوء) كبيرة جرى بناؤها في بداية الخمسينيات­ وقد أضيفت هذه الأبنية الاسمنتية/الغريبة ضمن مسجد أثري ومكان 6 أروقة أثرية !.. فكيف تم ذلك ومن أجل من­والجواب هو لأجل بناء كتلتين اسمنتيتين لمديرية الاوقاف/ تضمان محلات ومكاتب تجارية استثمارية. وقد يتساءل البعض: هل بالإمكان إعادة بناء الاروقة الستة القديمة الملغاة؟.. والجواب هو: نعم بشرط أن يتم هدم الغرف الاسمنتية الأربع وإقامة رواق حجري معقود مكانها يضم 6 أروقة (ويمكن الاعتماد هنا على الصور القديمة المتوافرة بين أيدينا) ويمكننا أن نقيم تحت هذه العقود غرفة كبيرة للوضوء.. ولاتتداخل ولاتتنافر مع الكتلة المعمارية للصحن الخارجي وبالتالي لاتؤثر على روعة وجمالية المسجد، ونتساءل هنا أين اختفت قبة الخزنة التي سبق أن أوردت وصفاً لها في بداية المقال وأين هي أعمدتها الأثرية الستة؟.. والجواب هو بالطبع لدى (الجهات الوصائية المعنية بالأمر..؟؟).‏

كما يمكننا في هذه العجالة التطرق الى موضوع هام ألا وهو ضرورة إعادة (بحرة الماء الكبيرة) التي كانت موجود في صحن الجامع­ في الجهة المقابلة لجداره الجنوبي (وبالقرب من المصطبة المرتفعة المخصصة للصلاة) والحال نفسه ينطبق على باحة المسجد وأرضيته.. فمنذ سنوات قليلة تم خلع حجارتها السوداء المرصوفة بإتقان وإقامة حجر اللبون الحديث مكانه؛ الأمر الذي أفقد (باحة المسجد) الكثير من خصائصها الأثرية المميزة وقبل الانتهاء من حديثنا عن (الصحن الخارجي للجامع النوري) لابد لنا من أن ننوه الى ضرورة ترميم مكتبته الاثرية الواقعة في الجهة الشرقية منه وإزالة طبقة الكلس والقنب عن جدارها المطل على باحة المسجد واظهار حجارتها البيضاء والسوداء المتناوبة.. وأخيراً وليس آخراً نذهب لنلقي نظرة على مئذنة الجامع النوري الاثرية الكبيرة والتي غابت تقريبا واختفت خلف البناء الاسمنتي الضخم الذي يحيط بها من كل جهة..‏

ونتيجة للزلازل (آخر زلزال كان عام 1715م). والحروب المتلاحقة فقد فقدت هذه المئذنة الكثير من خصائصها المعمارية والفنية المميزة وتتميز بشكلها المربع وزخارفها البسيطة التي تحتاج الى أنامل ذهبية تنتشلها من واقعها الحالي المتردي وتعود بها الى عصرها الذهبي الى أيام الزنكي لنعيد من جديد «المئذنة النورية» وهذا لايتم مالم تتوفر وتتضافر الجهود المخلصة انطلاقاً من المديرية العامة للآثار والمتاحف ومروراً بوزارة الأوقاف وغيرها من جهات الاشراف والمتابعة. وأعتقد أن ذلك لايتحقق ولايمكن للجامع النوري الكبير أن يعود الى سابق عهده ومجده مالم تشرف وزارتا الثقافة والأوقاف وبشكل مباشر على تشكيل لجنة إشراف ودراسة ومتابعة وتنفيذ تتولى بنفسها موضوع (إعادة احياء الجامع النوري الكبير في حمص) وذلك بالعمل على توفير الاموال اللازمة لذلك عن طريق الحكومة، وعن طريق جمع التبرعات الشعبية لتتمكن من وضع تصور أولي للبدء بترميم وتدعيم الجامع المذكور واجراء عمليات تنقيب واسعة في صحنه وفي محيطه وحول جدرانه.. وتبقى أفكاري وتصوراتي هذه مجرد مقترحات عسى ولعل أن يكون لها صدى إيجابي لدى الجهات المعنية المختصة والله من وراء القصد.‏

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2002/09/05