Homs News

الطواحين الأثرية في حمص
Syria
Syrian Cities
  - Damascus
 
- Aleppo
 
- Homs
 
- Hama
 
- Latakia
  -
Tartus
  -
more ...
Syrian Hotels

Syria News
Homs News

Maps
Photo Gallery

Satellite Images
Babies Photos

Free Email
Daleel Homs

Links
Add Link

About us
Contact us
Alhoroba: 02/02/2001


لقد لعبت الطواحين عبر العصور الماضية وماتزال، دورا اقتصاديا وغذائيا هاما، تمثل من خلال تهيئتها للطحين ـ الدقيق ـ الذي يصنع منه »رغيف الخبز« أحد أهم ضرورات الحياة لدى الإنسان..
ومن خلال استعراضنا ـ السريع ـ لتاريخ ظهور ـ الطاحونة ـ لدى الإنسان يتضح لنا بما لايدع مجالا للشك مدى الصعوبات الجمّة التي لاقاها الإنسان في مختلف الحقب الزمانية من تاريخه في سبيل الإرتقاء بالمكنة بدءا باستخدام سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ للحجر لصنع طخينه وماتلا ذلك من شيوع بين الناس لما أصبح يعرف بالطاحونة اليدوية (ذات الرحى) ومرورا باكتشاف الطاحونة المائية ـ ذات العنفات ـ والهوائية، وانتهاء بالطواحين الكهربائية الحديثة ..
ـ لقد استفادت التجمعات السكانية الواقعة على نهر العاصي ـ بسورية ـ منذ قدم الأزل من الطاقة الهائلة لهذا النهر من حيث اغزارة مياهه وقوة اندفاعها.. فأقاموا الطواحين المائية على مجرى ـ العاصي ـ وروافده وتفرعاته وذلك باستخدام رحى الطواحين الحجرية الضخمة التي تستفيد في دورانها من طاقة المياه الحركية وذلك لطحن الحبوب دقيقا و والقمح المسلوق المخفف برغلا

ولعل أقدم مطحنة ماتزال موجودة حتى الآن في سورية هي الطاحون البنجكية ـ على بعد حوالي 20 كيلو مترا جنوب غربي حمص وهي تعود الى العصر الروماني، وتتميز بـ (الرحى) الحجرية الضخمة والأعمدة البازلتية السوداء والتيجان الكلسية البيضاء وهي على الرغم من مرور الزمن ماتزال تعمل حتى الآن بطاقة انتاجية جيدة ..
استنادا الى ماورد في كتاب (رجوع محافظة حمص) ـ للدكتور عماد الدين الموصلي ـ ص 202 ـ فإن عدد المطاحن على نهر العاصي بحمص يقارب الثلاثين موزعة على مجراه مابين دخوله أراضي المحافـظة ( عند الحدود اللبنانية ) وانتهاء بخروجه منها، وقد توقف حاليا القسم الأكبر منها عن العمل وتهدم، وقد كان عدد الصالح منها عام 1973 تسع مطاحن وفي عام 1978 خمس مطاحن فقط.
أما المبادئ والأشكال التي تعمل بموجبها الطواحين الأثرية في حمص، من حيث قوة دورانها بالطاقة المائية، ومن حيث نماذج »الرحى« التي تعمل بواسطتها فيمكن تقسيمها الى ثلاث اشكال ـ هي
الطواحين ذات الرحى الجبية
وذات الرحى الجفليـة
وذات الرحى الشيبية

الطواحين ذات الرحى الجبية
وهي التي تعمل بالاستفادة من مياه الآبار في طريقة تشغيلها ودورانها ، حيث يلزم في دوران رحاها أكثر من بئر، ولعل خيرمثال نطرحه على هذا النوع من الطواحين، هو طاحونة الأسعدية (التي تقع في حي القرابيص بحمص) وهي تعود الى اواسط العهد العثماني حيث أمر ببنائهاالوالي العثماني على سورية اسعد باشا العظم عام 171م وهي تعتبر من النماذج الرائعة للعمارة الإسلامية ، حيث تتميز بحجارته البيضاء والسوداء التي رصفت بشكل متناوب وفق النظام الإسلامي العمراني الشائع آنذاك الذي سمي بـ (الأبلق)..

الطواحين ذات الرحى الجفلية
ويعتبر هذا النوع من الطواحين شائعا بكثرة في منطقة حوض العاصي، نظرا لقدرة هذه الطواحين الدورانية والحركية وطاقتها العالية الأمر الذي ينعكس على أدائها ، حيث تتمتع بإنتاج جيد، وهي بالأساس تعتمد على أهم مجرى مائي في حمص والمنطقة الوسطى، ألا وهو العاصي، الصديق القديم، الجديد، الدائم ، المتجدد..
أما أهم الطواحين الجفلية الموجودة في حمص وضواحيها، نذكر

طاحنة السبعة
وهي من الطواحين الجميلة، تقع في حي الميماس الشهير بمنتزهاته ومناظره الخلابة، ويعود تاريخ بنائها الى أوائل العهد العثماني، توجد كتابة تاريخية على أحد أبوابها تشير الى ذلك ، ومما يجدر ذكره فإن هذه الطاحونة شأنها في ذلك شأن بقية الطواحين في حمص، كانت ملجأ آمنا للثوار الهاربين من ملاحقة جيش الاحتلال الفرنسي آنذاك.. نظرا لمخابئها السرية المتعددة . وتقول بعض الروايات ان بناء هذه الطاحونة يعود الى سنة 1414م

طاحونة الملك تنكر
أو» الطاحونة التنكرية« وهي تقع في حي الحصرية ، وقد أمر ببنائها الملك تنكر في العهد المملوكي، وهي تعتبر أحد أقدم الطواحين الإسلامية في بلاد الشام ،يوجد على أحد جدرانها لوحة رخامية نقش عليها كتابة رائعة دونت بالخط النسخي ورد فيها سنة 922 هـ أي /1502/ م ولقد دون المستشرق الألماني الشهير سوبر نهايم في كتابه (موسوعة الإسلام) الآثار والكتابات الإسلامية حمص ومن ضمن ذلك طواحينها القديمة..
ومن الطواحين الهامة أيضا نذكر
طاحونة الحصوية، وطاحونة الدوير ذات السقف القرميدي، وهي من الطواحين ذات الانتاجية الكبيرة، وقد رجح الباحث التاريخي الكبير سليم عادل عبد الحق، تاريخ بنائها الى القرن التاسع أو العاشر الميلادي وهناك أيضا الطواحين التالية : الخراب ، أم رغيف، السخر، الجديدة، السدة، الخشيبة، الميماس الكبرى، الميماس الصغرى ، دار الكبيرة، الغنطو، تير معلة، الرستن، الغرابية.. الخ
وهنا نود أن نشير الى أن ـ القمح ـ الذي كان يأخذه الأهالي الى الطواحين لطحنه ، كان له طقوسه وتقاليده وأهازيجه الخاصة، نذكر منها مطلع أحد الأهازيج الفلكلورية الشعبية في حمص
ع الطاحونة يا الله ع الطاحونة
كما أن في ـ المدينة ـ عائلات تكنّى بهذه المهنة وأربابها ـ فهناك آل الطحان، وآل المغربل (وهو الذي ينظف القمح ويجهزه للطحن) وكذلك آل المكيّس (والمكيّس ـ هو أحد العمال في الطاحونة ومهمته تنحصر في استلام القمح من الأهالي وتحديد وزنه، ومن ثم يأخذه الى العامل الذي يقف خلف الرحى الطاحونية،الذي غالبا مايسمى بـ الطحان )
وفي نهاية حديثنا هذا ، لابد من أن نشير الى أن النية في مدينة حمص تتجه الى الاستفادة من هذه الطواحين الأثرية الرائعة سياحيا، وذلك بعد اخضاعها لعمليات ترميم وتجديد شاملة..

* محمد هيثم زعرور

Copyright Homsonline.com

[email protected]

Last Update 2002/09/05